الأغنية عنده تأخذ شكلاً جديداً في كل مرة .. محمد الأمين.. علامة فارقة وصوت فارع لا يعرف الخفوت!!
حضورا طاغ
محمد الأمين من عينة الفنانين الذين لهم حضور طاغ على خشبة المسرح .. لأنه يتجدّد في الأداء ومن المستحيل أن يؤدي أغنية واحدة بطريقة واحدة فهو يتلوّن في الأداء في كل مرة .. ثم أنه عُرف عنه بأنه يجدد في موسيقى أغنياته .. والأغنية عنده تأخذ شكلاً جديداً في كل مرة من حيث تغيير بعض الجُمل واللزمات الموسيقية وحتى الحركة الإيقاعية تتّسم بالثراء والحيوية.
دموع غالية:
ودموع محمد الأمين التي ظل يذرفها دائماً كانت سبباً في التفاعُل الكبير الذي يجده .. فهو من شدة إحساسه بأغنياته يبكي، لأن كل أغنية عنده تمثل موقفا وجدانيا يستدعي الدموع من أطراف العيون .. لذلك ظلت هذه الأغاني في مقدمة الذهن لا تعرف النسيان ولا التثاؤب يعرف الطريق إليها.
جنس الدهشة:
ما يفعله محمد الأمين في المسرح ينتمي لجنس الدهشة .. لذلك لا يترك لجمهوره سوى الصمت والإصغاء بكل الحواس .. فهو يجعلها تتأدب في حضرته .. كما أنه على درجة عالية من الرهافة والحساسية لذلك يرفض الأحاديث الجانبية.
علاقته مع جمهوره:
العلاقة ما بين محمد الأمين وجمهوره هي علاقة وجدانية في المقام الأول وهي ترتكز على العديد من أنماط الارتباط الحميم .. ولعل أغنياته هي السبب الأول الذي يجعل جمهوره منضبطاً سلوكياً ولا يعرف التمرد والدمار والخراب الذي يحدث من جمهور بعض الفنانين .. ولا أظن أننا سمعنا يوماً أن جمهور محمد الأمين كان فالتاً ومتفلتاً.. ذلك لأنهم صفوة ونخبة من المستمعين الذين تتفاوت أعمارهم ما بين كل الأجيال.
نحت على الصخر:
محمد الأمين قدم للأغنية السودانية وحملها على أجنحة من التحليق وذهب بها بعيداً .. نحت على الصخر في بداياته .. لم يتوقف عن التجريب والتجديد في زمن كانت الأذن السودانية غير متعودة على ألحان جديدة مثل (وعد النوار) التي أذهلت كل المشتغلين بالموسيقى والمستمعين.. فهي كانت نغمة جديدة تصافح الأذن السودانية.. ولعل أغنية (وعد النوار) تعتبر من الفتوحات الموسيقية وهي كانت شرارة التجديد الأولى بعد محاولات ابراهيم الكاشف.
علامة فارقة:
سيظل محمد الأمين علامة فارقة وصوتا فارعا لا يعرف الخفوت .. فهو يزداد تألقاً وتعتقاً مع مرور الأيام .. لأنه لم يزل بذات القسمات الأولى التي تبحث عن الأشكال الموسيقية المغايرة والمختلفة .. فهو فنان في حالة تجديد دائم في أغنياته .. لذلك ظلت أغنياته تتجمّل في كل مرة يغنيها .. فهو يغير في نمط الأداء والشكل الموسيقي ومن المستحيل أن يؤدي محمد الأمين أغنية واحدة بطريقة مشابهة للتي سبقتها.