19مارس2022م
8 مارس أو اليوم العالمي للمرأة هو يوم يقف العالم فيه إجلالاً وتحية للنساء .. يقف ليرى عبر مراياه المتعددة مسيرة النساء وهن يناضلن عبر التاريخ والى الآن ضد كافة أشكال التمييز ويهبن الحياة والحب والثورة والجمال.. الأمهات والأخوات والزوجات والوحيدات.. النساء ذلك “النوع البشري الجديد الذي تلتقيه حيث الشمس في أوجها الدائم”.
النساء حاضر الإنسانية الموؤد ومستقبلها الموعود واهبات الحياة وملهمات كل جميل.. النساء الشاهد الأبلغ في كل زمان ومكان للاستضعاف والمدافعة الصبورة الخلاقة.. في هذا اليوم وأنا أقدم التحية والتقدير لنساء بلادي في البيوت والحقول والمصانع والشوارع ومعسكرات النزوح واللجوء وجغرافيا الحرب والدمار لم أجد تحية أنسب من ديوان (حروف للعزيزة) للشاعر سعد الدين إبراهيم الذي لا يحتاج مني إلى تعريف أكثر.
ديوان “حروف للعزيزة” والذي يحتوي على 36 قصيدة يضع قارئه ومنذ الوهلة الأولى أمام نشيد طويل في الاحتفاء بالنساء واحترامهن تشكله قصائد الديوان مجتمعة.. النساء في حضورهن العام والخاص وفي اشتباكهن بالوطن وأسئلته..”حروف للعزيزة” ينهض على أسلوب هو السهل الممتنع الذي يمنح البسيط تعقيده واليومي كونيته والعادي مجازاته..”حروف للعزيزة” قصائد تهشم الصورة النمطية للأم والزوجة وللبنت وللحبية.. قصائد تلتقي بالنساء في كل الأمكنة “البيت والشارع وأماكن العمل” وفي كل الأوقات والفصول “الليل والنهار والصيف والشتاء”.. قصائد تتوسّل بالطبيعة والتاريخ لتعبر عن حضور النساء فقد جاء في إهداء الديوان.. ثم إلى (مملكتي الأخرى نخلتي الصبور زوجتي) وجاء في قصيدة “حكاية عن حبيبتي”
ساوا ليكم بايدنا شاي
وحالبالكم ضروع الليل
وجالبلكم ضي القمرة
ومخبيا في جيوبا النيل
وجاء في قصيدة “حصار”
بحبك حمايم لأجل السلام
وفوق العمايم تحلق دوام
وجاء في قصيدة “أمر الهوى”
حنتلاقى لازم بقول الشعور
كوردة وكنخلة عميقة الجذور
ونحكي الأماني ونحاكي الطيور
وجاء في قصيدة “شارع الذكرى”
ذكرني بيك شارع مشينا زمان سوا
ونسني بيك وكأنو ماشي معايا ما طيف وانزوى
وفي قصيدة “ولد وبنت”
بت من عصير البهجة تطرح برتكان
ود من أحاجي بلدنا عامل مهرجان
ولد وبت مارقين من العادي ورتيب
ولد وبت عاصرين على موسم خصيب
رامين هنا وما ضل دليب
راسخين سنا وموكب مهيب
وهكذا يجد القارئ نفسه مبحراً من قصيدة إلى قصيدة ومن حديقة إلى حديقة أخرى، فخلف كل حرف في هذا الديوان وخلف كل صورة من صوره البديعة تختبئ امرأة ليست لأنها أو كأنها الوطن وإنما لأنها موجودة في الوطن ومع الوطن، فالديوان كما أشرت يحتفي بالنساء في حضورهن العام والخاص والذي يعني فيما يعني المكابدة والنضال.
وطني وأمي وإنتي
تلاتة حبايب متحدين
مطبوعين على شاشة العين
زينة الدنيا وسحر الكون.