أصبح ظاهرة فنية لها وجود كبير وتأثير واضح على الساحة الفنية .. محمد النصري.. حكاية فنان ملأ الدنيا وشغل الناس!!
تقرير: سراج الدين مصطفى 18مارس2022م
(1)
ولعل الفنان محمد النصري هو حالة جديدة ومُغايرة للفنان الجماهيري .. ورغم أنه فنان يمكن تصنيفه بأنه (فئوي)، ولكن هذه الفئة هي من نوع آخر أقرب للجنون.. ويصعب توصيفها بدقة الحرف مهما كان دقيقاً، وهو حالياً أصبح ظاهرة فنية لها وجود كبير وتأثير واضح على الساحة الفنية ومجريات الأحداث .. وهذه محاولة للغوص في التكوين الذي شكّل تجربته حتى جعلته واحداً من أصحاب الجماهير الكبيرة والغفيرة.
(2)
هو محمد محمد عثمان محمد صالح النصري .. من مواليد مروي شرق بدأ الغناء في بواكير صباه وتغنى في بداية مسيرته للشاعر محمد سفلة الذي شكّل رمزاً في مسيرة محمد النصري فيما بعد .. ثم سارت خطاه على طريق الإبداع الى أن اكتملت فيه كل عناصر النجاح التي تمثلت في اختياره المُوفّق في ما يغنيه من كلمات، وألحانه التي تنبئ عن ذوق رفيع، وأداؤه الذي يقودك إلى قمة التطريب.
(3)
بدأ محمد النصري مشواره الفني بثنائية مع الشاعر محمد سفلة والشاعر عبد الله التاج ورسم أولى خطواته على خارطة المبدعين .. بدأ في الانفراد بذاته وصوته وبدأ مرحلة جديدة في مسيرته التقى فيها بعدد كبير من الشعراء منهم الشاعر القامة السر عثمان الطيب ومحمد المهدي حامد ومحمد سعيد دفع الله.. والتقى بعدد من الشعراء الشباب منهم خالد الباشا وخالد شقوري وعوض علي حامد وخالد علي ورامي قسم السيد وعثمان عوض عثمان ومحمد سفلة وآخرون ستأتي أسماؤهم تباعاً.
(4)
تظل سيرة النصري على لسان كل المهتمين بأدب الشمال وأغنية الطنبور وقد شارك محمد النصري في نشر الأغنية وتطويرها وإيجاد مُستمع جديد، وذلك لما تميّز به من أداء جميل وصوت طروب وتطريب مُتفرِّد، ومحمد النصري استطاع أن (يكتسح) الساحة عبر اختياره المُوفّق لأغنياته من إبداعات الشعراء.. وحقيقة هذا المبدع يستحق الوقوف عنده والتأمل في ما قدمه واستطاع ان يرتب وجداننا ويطربنا إلى أبعد الحدود وذلك خلال اختياره الذي دوماً ما يأتي موفقاً جداً لأعماله التي يقدمها.
(5)
وقد استطاعت موهبة محمد النصري اكتشاف العديد من الشعراء الذين ولجوا الى الساحة عبر صوت النصري المتميز وإذا حاولنا أن نغطي جميع جوانب النصري لما استطعنا.. وذلك لقوة التجربة وعظمتها وما أثمرت عنه من نجاح هو خير دليل على ذلك، وكثيرون ممن استمعوا للنصري أكدوا جاهزية صوته لأداء أي لحن مهما كانت صعوبته ذلك أن محمد قد توصل (أخيراً) الى معرفة طبقات صوته وأين يغني فيها.
(6)
النصري بدأ الغناء مبكراً وكان حينها طالباً في نهايات المرحلة الإبتدائية (وبالمناسبة محمد النصري جمع بين الفن والرياضة وكان أمهر لاعبي كرة القدم وقد لعب بفريق كريمة وصعد به الى الدرجة الثانية).. وأول البوم غنائي للفنان محمد النصري هو (ممكن أنسى) وإن كان محمد قد اعترف ذات يوم في احد اللقاءات انه غير راضٍ عن ادائه في هذا الألبوم، لذا قام بإعادة تسجيله مرة أخرى وتم طرحه مؤخراً في الأسواق.
(7)
الفنان محمد النصري بدأ الغناء باكراً وهو في أواخر المرحلة الابتدائية واحترف الغناء في بداية التسعينات، حيث اكتسب شهرة واسعة انتقل بها الى العاصمة وجاء عضواً في نادي الطنبور في 1998 تقريباً والمراقب لمسيرة المطرب محمد النصري يلاحظ ان تجربته قد مرت بمرحلتين، المرحلة الأولى التي شكلت بداياته والتي يقول النصري عنها إنها مرحلة لم تكن (محسوبة) ذلك أنها شكلت فقط بدايته الفنية وقد صاحبها بعض الخلل وهذه المرحلة سجل فيها النصري البومين غنائيين هما ممكن أنسى (1999) ونسيتيني 2001 تقريباً، ثم جاءت المرحلة الثانية ما بعد 2002م والتي تمثل مرحلة النجاح الحقيقي في مسيرته الفنية أو ما يُمكن أن نطلق عليه (الانفجار الكبير