حاولت أن أبحث كثيراً في الأسباب التي جعلت فناناً بقدرات (طلال حلفا) أن ينزوي بعيداً ويجلس في مكان غير مكانه .. ورغم بحثي المتواصل عن إجابة واضحة ومحددة ولكنني لم أجد ما يشفي غليلي .. ولعل معادلة الساحة الفنية أحياناً يصعب تحليلها وتفكيكها لأنّها لا تقوم على أسس فنية وضوابط واشتراطات بعينها تحكم أصحاب القدرات الهزيلة والقدرات (طويلة التيلة) .. مثل حال طلال حلفا.. والذي بتقديري يمتلك خامة صوتية جيدة وقدرات غير عادية تصل الى مرحلة الندرة والشح!!
كثيراً ما أرخي سمعي لطلال حلفا في بعض أغنياته .. وأتوقّف عنده متأملاً بعُمق .. فأجد نفسي أمام فنان حقيقي .. يمتلك كل مطلوبات الفنان المهنية والإبداعية والأخلاقية كذلك .. حيث لم يعرف عن طلال حلفا ما يُثار أو يُقال عن بعض الفنانين ولم تدنس سيرته بساقط الأغنيات مثلما يفعل أبناء جيله .. فهو يبتعد عنهم مسافات لكونه فنانا متعلما وعلى درجة عالية من الثقافة .. وذلك أتاح له معاينة المشهد جيداً وتجنب الانزلاق الى سفح الأغنيات العادية والمستسهلة.