17مارس2022م
تمكن مركز كاشا لبناء القدرات في فض النزاعات وتعزيز السلام من طي أزمة الرعاة والزراع بولاية سنار، الأزمة التي بدأت مع انفصال جنوب السودان، حيث ضاقت المراعي بالولاية على حساب مسارات الرعاة، ظلت تلك الأزمة تراوح مكانها من حكومة إلى حكومة حتى كتبت نهايتها وبعون الله على يد الدكتور عبد الحميد موسى كاشا وقد شارك في هذا العمل الجبّار نخبة من المفكرين والخبراء المرموقين والإدارات الاهلية وخبراء امنيين وأصحاب المصلحة وكان لوالي الولاية دكتور العالم إبراهيم واجهزته الفنية دور مهم في إنجاح مهمة المركز.
مسودة الاتفاق التي تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي والتي وُصفت من قبل الطرفين (مزارعين ورعاة) بالحلول المنطقية والمرنة والتي يمكن تطبيقها دون صعوبات، هذا الجهد يقودنا الى عدة تساؤلات حول دور مراكز فض النزاعات والأبحاث في وضع حلول لمشكلات السودان الاجتماعية والأمنية؟
وكيف يمكن تغيير دورها في فترات الأزمات المستعصية والاستثنائية ونزولها الى الجماهير وتوصيل أفكارها بفعالية أكبر؟
في ظل هذه الظروف المعقدة، ينبغي على الحكومة ان تكون مرنة وتفتح الباب واسعًا للتعامل مع هذه الاتفاقيات (الأكاديمية)، وان تنشئ علاقات تنسيقية بينية مع قيادة هذه المراكز، وان تفكر بشكل جاد في تطبيق مخرجات وتوصيات هذه الاتفاقيات بعد اعتمادها من قبل الحكومة.
اعتقد آن الأوان في ان يفكر القائمون على الامر في كيفية الاستفادة من دور مركز كاشا الذي وضع حداً لمشكلة كادت أن تخلق صراعا بين المزارعين والرعاة، وكان يمكن ان تتحول الى صراع قبلي بسبب غياب هيبة الدولة وعدم اكتمال مؤسسات الحكم الانتقالية بالمركز والولايات وانشغال القوى السياسية بالمحاصصات والمكاسب، عليه يجب أن يُستفاد من هذه الجهود بالتنسيق بين الأكاديميين وصانعي القرار.
وهذا يقودنا أيضاً للأثر الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في الأبحاث والمعالجات بشكل اسرع وكبير لتفاعل الجمهور معها، هذا الحل الذي وصفه سكان الولاية (بالحل المستدام الذي راعى كل التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان. وبفضل رغبة سكان الولاية في حل الأزمة التي تطاولت. وبفضل التشخيص الصحيح للأزمة، حيث إنها بين مزارعين ورعاة ليس كما قيل إنها بين قبائل). واعتقد بالضرورة أن ما يُثار في وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر واحدة من التحديات التي تشكلها هذه الوسائط ذات الانتشار السريع للمعلومات غير الصحيحة وكيفية معالجتها، وهذا يقودنا لضرورة الاستفادة من الإعلاميين في دحض الشائعات وتمليك الرأي العام المعلومات الصحيحة.
إننا نعيش في ظل ظروف مضطربة ومعقدة، تعددت فيها المشاكل والأزمات، في وسع مركز كاشا لفض النزاعات تأدية دور مهم عبر رؤى محصنة ومعقمة وتقديم وجهات نظر أكاديمية لصناع القرار، خاصةً في ظل الهشاشة الإدارية والأمنية في مرحلة الانتقال الديمقراطي، الدولة المحترمة والمتقدمة هي التي تستمع الى تحليلات مراكز الأبحاث والموجهات التي تصدر بين الفينة والأخرى يجب ان تكون جزءا من خطاب الحكومة العام عوضًا عن الرأي الفردي او نصيحة المستشارين والذي يكون رأيهم في الغالب الأعم إرضاءً للرأي الحكومي.
أعتقد نحن في حاجة الى ان تقوم هذه المراكز ببناء القدرات عبر المؤتمرات وورش العمل وخلق شراكات مع شركاء محليا ودوليا، وتقديم المشورة المتخصصة لأصحاب القرار، بما في ذلك دعم السلام والتحول الديمقراطي عبر الحوار.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،