الصحفي النجيب نور الدين يكتب: ردا على (ست البيت)
16مارس2022م
وصلتني عبر الواتساب كتابة ماتعة نشرها محمد طلب وعرفت أنه كان أو لا يزال يعمل موظفاً بالبنوك.. لقد استطاع ان يدخل بابا صعبا مما يعرف بالنقد الادبي والفني.. وهو مجال عصي الدروب حتى للمتخصصين.. ولقد طالعت في كتب اصول النقد الأدبي ووقفت على تعريف النقد في الادب وابوابه ومنها الشعر كعنصر ادبي شديد التميز وعالي القيمة والأثر عبر العصور وعند كل الشعوب.. لقد استطاع محمد طلب ان يصور بدقة افكارا ومفردات وردت في قصيدة ود الرضي الشهيرة ست البيت.. وعرف كيف يدخل اليها من كل باب.. ثم يردف ذلك بالتحليل ويعري الكلمات ويستدعي الزمان والمكان والثقافة الشعبية بمثل ما يفعل كل من امتلك ناصية المنهج النقدي حين يناقش الجنس في قصيدة ست البيت من الإشارات الواضحة في القصيدة ويردها الى تحليل غاية في الرصانة والذوق.. وقرأت اكثر مقاربته بين ود الرضي ومحجوب شريف في ست البيت وست المكتب وبين القصيدتين من تحولات المجتمع وزمانين مختلفين فمنح قصيدة محجوب قدرا منضبطا ورؤية عميقة حين يشير الى ست المكتب الفاتح على الجمهور وعالم الام او الزوجة الموظفة مقارنة بست البيت في زمن وثقافة ود الرضي الامر الذي يجعل من طلب مشروع ناقد فني ادبي يستوعب التفاصيل ويعالج رؤيته للمفردات والنص كله بحساسية مميزة حتى يترك لدى القارئ شعورا جديدا ويفتح له كوات وأبوابا تعلي من قيمة النص ليتجاوز الغناء الى فضاءات قيم كثيرة مخبوءة وراء النص او تتخلله كله.. وهذا مختصر الحديث عن ما اطلعت عليه من كتابات محمد طلب.. وأرجو أن يقرأ مداخلتي هذه ربما هناك الكثير الذي يمكن تناوله من خلال قدراته في قراءة النص بمنهج أدبي رفيع.
نجيب نور الدين
صحفي