كلام في الفن .. كلام في الفن
عبد العزيز العميري:
ربما هو الشخصية الوحيدة التي تكاملت فيها كل الخيوط الإبداعية، فهو كان مجموعة مُبدعين في شخصية واحدة، حيث كَانَ شَاعراً عميق المُفردة وهذا يتّضح في أغنيته لو أعيش زول ليهو قيمة وكان أيضاً ممثلاً بارعاً يجيد التشخيص الدرامي بمهنية وحرفية عالية وهو كذلك كاتب درامي.. وبعد رحيل العميري يبدو أنّ حواء السودان قد عقمت في إنتاج مبدع حقيقي بمواصفات ومقدرات العميري.. وسر حضوره الدائم بيننا هو تلك المُغايرة والاختلاف والبُعد عن كل أشكال العادية.
حرم النور:
حرم النور.. هذا الصوت ضاع في زحام التكرارية والتشابه والاحتكارية وإذا أرادت فعلاً حرم النور أن تصبح شيئاً ذا قيمة فنية فعليها أن تبحث عن الجديد.. بالابتعاد عن لونية شعرية ولحنية واحدة لأنّ ذلك الاتجاه أضعف من قوة الدفع التي جاءت بها أول مرة حينما استبشرنا بقدوم صوت مميز.. قوي وملئ بالشجن والتطريب.
المذيع الشاب سعد الدين:
واحدٌ من أكثر المذيعين الذين وجدوا قبولاً عريضاً من المُشاهدين لأنه يمتلك كاريزما خاصة لا تتوافر لمعظم من يحتلون الشاشات الآن دون وجه حق ..كل ذلك لأن سعد الدين حميمٌ في أشيائه ولا يتكلّف وفي منتهى التلقائية عكس الكثيرين الذين يهتمون بمظهرهم ويتناسون جوهرهم.. لذلك من البديهي أن يجد سعد الدين كل هذا الحُب الجارف.
جمال فرفور:
على المستوى الإنساني تجدني أقدر الإسهامات الكبيرة لجمال فرفور .. فهو اشتهر في الوسط الفني بأنه شخصية محترمة وذات بُعد إنسان غير متوافر في هذا الزمان .. ولعل تلك القيم النادرة تُحسب له .. وهي القيم الإنسانية والأخلاقية التي نحتاجها في الفنان .. وفرفور يمتلك القدر اللازم من الاحترام والتقدير .. وهذه المواصفات من شأنها أن تعلي من قيمته كفنان.
طائشة الضفائر:
صحيح أن أبو اللمين يلجأ للأغنيات الروائية الطويلة مثل بتتعلم من الأيام ـ زاد الشجون ـ زورق الألحان وسوف يأتي.. ولكنه في ذات الوقت يمتلك قائمة من الأغنيات الخفيفة مثل بهجة ـ غرامنا ـ شال النوار وغيرها.. ومن تلك الأغاني التي توقف محمد الأمين عن ترديدها هي أغنية (طائشة الضفائر) التي لم تجد حظها من الاشتهار والانتشار بسبب الحبس القهري الذي يمارسه عليها محمد الأمين.