عبد الله مسار يكتب: الحرب بين أوكرانيا وروسيا (7)
15مارس 2022م
أوكرانيا هي منطقة روسيا، وكييف هي المنطقة الأولى التي ظهرت فيها القومية الروسية تحت اسم كيفسكايا روس، وكييف كانت عاصمة روسيا القديمة قبل أن تصبح سنتبيتربورغ، وبعدها صارت موسكو.
الأوكرانيون هم قبيلة سلافية صغيرة، قامت على رقعة صغيرة غربي مدينة كييف الحالية، ولَم تكن للأوكرانيين دولة في مساحة أوكرانيا الحالية.
دولة اوكرانيا الحالية قام بتأسيسها الرئيس الروسي اليهودي فلاديمير لينين بعد الثورة البلشفية في عام 1917م، وأيضاً شبه جزيرة القرم لم تكن داخل أوكرانيا عند تأسيسها في عام 1922م، بل أدخلها لأوكرانيا الرئيس خروشوف الأوكراني الأصل في عام 1954م لتسهل إدارتها.
معروفٌ أن الروس والأوكران ينحدرون من أصل سلافي، وإن لغتيهما شديدتا التشابه، فقط الفرق في اللهجة.
ثلث سكان أوكرانيا يتحدثون الروسية، ويعتبرون انفسهم روساً ويريدون العودة إلى روسيا. وأوكرانيا، خاصة منطقة الدونباس غنية بغاز الشيست الذي اتفق الأمريكان مع الأوكران على استخراجه وبيعه لأوروبا بدلاً من الغاز الروسي.
منطقة الدونباس كانت منطقة صناعية رئيسية لكل الاتحاد السوفيتي، حيث بها الأفران التي تنتج محركات صواريخ الفضاء، كانت تشتريها أمريكا من الاتحاد السوفيتي، وهي الآن ضمن نطاق أوكرانيا، لأن نصف صواريخ أمريكا التي ترسل للفضاء تحترق.
ومعلومٌ أن أراضي أوكرانيا هي من التربة السوداء الشديدة الخصوبة. وأوكرانيا لو انضمت لحلف الناتو تكون أكبر دولة أوروبية مساحة، وتكون مساحة روسيا داخل أوروبا 321 ألف كيلو متر مربع وباقي مساحتها في آسيا.
ومعلومٌ أن أوكرانيا كانت المصدر الرئيسي للغذاء للاتحاد السوفيتي وكذلك بالنسبة لروسيا، والأمريكان والناتو يريدونها سلة غذاء لأوروبا وهذا واحدٌ من أسباب الغضب الروسي، لأن روسيا أغلب أراضيها جليد.
هذه ميزات إضافية من أوكرانيا جعلت روسيا تمنع دخولها الناتو، وهي جزء من أسباب قيام الحرب بعد الأمن القومي الروسي.
ملحوظة هامة وهي أن روسيا ورثت من الاتحاد السوفيتي برنامج صواريخ فوق الصوتية المتقدم جداً، حيث توصّلت روسيا لإنتاج صواريخ تفوق سُرعتها سرعة الصوت بخمسة وعشرين مرة وهي صواريخ أمريكا لا تملكها، ومتوقع أن تنتجها أمريكا بعد خمس سنوات، وبهذه الصواريخ تستطيع روسيا تدمير حاملات الطائرات الأمريكية الإحدى عشرة بضربات صاروخية سريعة وهذا سبب تهديد روسيا لأمريكا فوق السلاح النووي.
وواضح أن روسيا تستطيع أن تخسر كل جيشها العامل في سبيل أن لا تنضم أوكرانيا لحلف الناتو لتكون صواريخه في خاصرتها مُباشرةً، ولهذا روسيا مصرة تكسب هذه الحرب لو تدخل في حرب عالمية ثالثة، لأن بوتين يرى أن تبقى روسيا عظمى أو يذهب العالم إلى الفناء.
إنها حرب تعضيه أصابع من يصبر يكسب.