“السُّوداني”.. يكتوي بمُتوالية ارتفاع الأسعار
خبير اقتصادي: يجب رفع ضريبة الدخل الشخصي
موطن: أصبحنا في صيام مُستمر والحكومة بعيدة عن المُواطن!!
مواطنة: تكلفة المعيشة عالية ولا حل إلا بتغيير ثقافتنا الغذائية
الخرطوم: أم بله النور 15مارس2022م
منذ سقوط النظام السابق الذي اعتبره المواطن السوداني حجر عثرة أمام تطور البلاد والانفراج الاقتصادي، ظل السودان يشهد تضخماً كبيراً خلال السنوات التي أعقبت سقوطه ووصل التضخم إلى أكثر من 600%، فضلاً عن ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه السوداني والتي كانت قيمته 60 جنيهاً في بداية اندلاع الثورة عام 2018م حتى تجاوز 600 جنيه هذه الأيام، مما جعل هناك ارتفاعا جنونيا في أسعار السلع الاستهلاكية، وما زاد الطين بله رفع الحكومة لدعم السلع الأساسية للمواطن، المتمثلة في “الخُبز والوقود والكهرباء”، الأمر الذي شَكّلَ عبئاً ثقيلاً على للمواطن المغلوب على أمره!!!!!
ارتفاعٌ يوميٌّ
شهدت الأسواق مؤخراً، ارتفاعاً جديداً في أسعار السلع بسبب زيادة أسعار الوقود، وارتفعت قيمة تعرفة المواصلات في كل خطوط العاصمة بدرجة لا يتحمّلها المواطن، كما وصل سعر الرغيفة الواحدة إلى خمسين جنيهاً وهذا الوضع دفع جمعية حماية المستهلك إلى إطلاق دعوة للمواطنين بأن يتركوا الغالي تحت شعار (الغالي متروك)!!!!!
ثقافة غذائية
في حديثها لـ”الصيحة” قالت المواطنة أسماء، إن ارتفاع أسعار الخُبز أصبح فوق طاقة المواطن المغلوب على أمره على حد قولها، وكشفت أن لديها أربعة أطفال في مرحلة الأساس وأصبحت وجبة الفطور تكلفها مبلغ 1600 جنيه عبارة عن ساندوتشات طعمية لكل طفل ساندوتش واحد، وأضافت أن السواد الأعظم سوف يعمل على تغيير ثقافته الغذائية لوجبات أقل تكلفة مثل الأرز، وذكرت أن الأطفال أصبحوا يعيشون حياةً بائسةً تفتقر لأبسط مقومات الحياة!!!!!
الشائعة سببٌ
وبنبرة حزينة جداً، عبّر المواطن عباس الريح عن الوضع الاقتصادي بالسودان بمفردة واحدة وهي الأزمة “القاتلة”، وقال لـ”الصيحة”، إنّ أساس ارتفاع الأسعار شائعة يطلقها أي فرد ليُصدِّقها البقية، مُتّهماً أجهزة الإعلام بلعب دور أساسي في أزمة ” تسونامي” الأسعار من خلال استخدام مفردات ضخمة كارتفاع “صاروخي غير مسبوق” وغيرها من المفردات التي لا تخدم المُواطنين، وإنما تخدم التجار وتصيب المستهلك بالهلع والخوف وتزيد من جشع التجار، وناشد بضرورة التوازن في تناول قضايا المعيشة وارتفاع الأسعار من “سلع ومواصلات” وعدم التهافت لتحقيق سبق صحفي على حساب المواطن المسكين!!!!!
صيامٌ مُستمرٌ
فيما قال المواطن هشام محمد إن الشعب السوداني سوف يدخل في حالة صيام دائم نتيجة لتفاقم الأزمة الاقتصادية، والارتفاع المستمر للأسعار، وتنبأ بارتفاع معدلات الفقر, وشدد على ضرورة ترشيد الاستيراد والاتجاه للزراعة وتوطين زراعة القمح وإعادة المواطن لثقافة الذرة الغذائية, وأضاف أن الحكومة أصبحت لا تنظر لقضايا المواطن، كما يرى أن الحرب الروسية الأوكرانية لها انعكاسات على الموطن السوداني وتأثير في مجال استيراد وإنتاج القمح الذي يعتمد عليه المواطن.
سياسة صحيحة
وأرجع الخبير الاقتصادي عادل عبد المنعم الارتفاع المستمر للأسعار الى سقوط داخلي بسقوط قيمة الجنيه، الى جانب شق آخر خارجي وهو تضخم الاستيراد الخارجي بزيادة 20%، وقال لـ”الصيحة” وصلت الزيادة الآن الى 30% خلال الأيام الماضية، وأدت الى ارتفاع الزيوت النباتية والقمح والسكر وغيرها من السلع المُستوردة، الى جانب ارتفاع النقد العالمي، وأكد عادل أن سياسة الحكومة في السابق كانت تعتمد على سياسة التمويل بالعجز وهي دعم السلع بطباعة النقود وهي عبارة عن ضرائب غير مباشرة، الى جانب الدخل الثابت وانهيار في العملة، مما أدّى الى زيادة التضخم ويري ان سياسة وزير المالية الحالية بتحرير سعر الصرف هي سياسة صحيحة للإصلاح الاقتصادي للخروج من ذلك النفق المظلم بالاعتماد على رفع قيمة الجنيه، ويرى عبد المنعم أن على بنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي أن تعمل على تحصيل حصائل الصادر مقدماً بنسبة 20% حتى تلزم المصدر على دفع ما عليه من عُملة حُرة للبنك ومنع التهرُّب من السداد، كما شدد على ضرورة مكافحة التهريب وترشيد استهلاك العُملة الصعبة في استيراد السلع الأساسية فقط.
حد الإعفاء
ويري دكتور عادل عبد المنعم أيضاً أن ضريبة الدخل الشخصي هي ضريبة عالمية ولا يُمكن الاستغناء عنها، ولكن على الحكومة رفع حد الإعفاء الخاص برواتب الموظفين والتي تعتمد عليها الدولة لأنها تخصم من ماعون العمل ولا يستطيع الموظف التهرب منها، كما يرى أن بها ظلماً عليهم، ولا بد من رفع حد الإعفاء ما بين 96 ألف جنيه الى 100 ألف، على أقل تقدير نسبةً لارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه، الى جانب ثبات الدخل وارتفاع تكلفة المعيشة.