الشاعر قاسم أبو زيد لمنصة (شهد البوح) على تويتر: سجنوا الفنان الراحل محمود عبد العزيز بسبب (أقمار الضواحي)
مجموعة السديم المسرحية تعرضت لحصار ضارب من (الإنقاذ)
منصة شهد البوح:
في خطوة نحو ترسيخ الهوية السودانية بمبدعيها ومثقفيها، دشن الزميل يوسف النعمة، الذي هاجر للعمل بالقنوات الفضائية الليبية منذ 2012 منصة على تطبيق تويتر باسم (شهد البوح) كي يواصل بها تجربته الصحفية السابقة من خلال الوسائط الجديدة، وكان تدشين المنصة مع الشاعر والدرامي والمسرحي والأستاذ الجامعي قاسم أبو زيد وهذه بعض إفاداته:
مقاومة الانقلاب:
قال الأستاذ قاسم أبو زيد على منصة (شهد البوح) في تويتر إن مقاومتهم لانقلاب 1989 بدأت منذ وقت مبكر بوسائل متعددة مثل الشعر والمسرح والنقد وغيرها وأنهم في مجموعة السديم المسرحية قدموا أكثر من عرض مسرحي مثل (الناس الركبوا الطرورة – أربعة رجال وحبل – قبة النار – يا نحن يا هم) وتم إيقاف جميع هذه المسرحيات بواسطة الأمن في ذلك الوقت مع السنوات الأولى لـ(الإنقاذ) لأنها كانت مسرحيات ذات مضمون سياسي مصادم ولكنها غير منفصلة عن تناول الحال الاجتماعي وقتها.
جماعة السديم:
وأضاف أبو زيد أن السديم كانت من أكثر المجموعات المسرحية التي تعرّضت لإيقاف مسرحياتها في الوقت الذي تعرض فيه المسرح عموماً لحصار ضارب بتلك الفترة، لكنهم استمروا حتى آخر مسرحية قدموها وهي (تاجوج) في 1998 بطولة الفنان الراحل محمود عبد العزيز في دور (المحلّق) وكانت المسرحية تحتوي على مجموعة من الأغنيات مثل (أقمار الضواحي).
محمود عبد العزيز:
وأضاف أنه أثناء العرض الثالث لمسرحية (تاجوج) في المسرح القومي بأم درمان تم وضع كمين للفنان محمود واعتقاله وإدخاله سجن كوبر محكوماً بالسجن لمدة عام.. ولكنهم تدخلوا من خلال اللجوء للمحاكم حتى تم شطب القضية بعد أربعة أشهر قضاها الفنان محمود في السجن.
وفي ذات السياق، قال الأستاذ قاسم أبو زيد، إن مسلسل (أقمار الضواحي) 26 حلقة، تعرض هو الآخر لمحاولات إيقافه من البث على شاشة تلفزيون السودان اعتباراً من الحلقة الأولى، وذلك ما حرمهم لاحقاً فرص تقديم أي عمل درامي بالتلفزيون الذي كان وقتها المنبر الإعلامي الوحيد للمسلسلات.
وذكر أبو زيد أن وعي المقاومة استمر عبر مستويات متعددة وأنماط متنوعة للفنون مثل الشعر والمسرح الجائل والغناء بأصوات متجايلة مثل الفنانين مصطفى سيد أحمد والهادي الجبل وحنان النيل ونانسي عجاج وخوجلي هاشم.
جيل ديسمبر:
وحول ثورة ديسمبر المجيدة قال الأستاذ أبو زيد، إن حراك الشارع السوداني أبدع بالسلمية التي أبهرت العالم لأنّ هذه السلمية أتت بالجديد.. وهو كيف تثور؟
وذكر أنّ الحراك الثوري انحاز للفن من خلال الشعارات المنغّمة والسجع والغنائية العالية، مشيراً إلى أنّ التربية الوطنية حالياً تعتبر ضعيفة بسبب حقبة الثلاثين عاماً الماضية، لكن الجيل الحالي جيل مبهر في تمسكه بالتغيير حتى يكون السودان للجميع، ويجد فيه كل سوداني حقه، بالقدر الذي يقدم من خلاله ابداعاته دون أن تسيطر أي ثقافة على ثقافة أخرى.
وأفاد الأستاذ قاسم أبوزيد أن السودان يعيش حالياً ثورة جديدة للتغيير ولا بد أن تحقق هذه الثورة أهدافها، مؤكداً أن الوطن يحتاج لجميع أبنائه ولكن عن طريق سياسيين لهم أفق يستوعب ماضي وحاضر ومستقبل السودان.