في زيارته لولاية كسلا: وزير الزراعة الاتحادي يصدر جُملة من القرارات
كسلا: انتصار تقلاوي 11مارس2022م
بَاتَ من المعلوم والمؤكد أن ولاية كسلا تأتي في مقدمة ولايات البلاد إنتاجاً للخضر والفواكه بأنواعها المُختلفة, هذه الأفضلية والميزة تُعتبر في حد ذاتها أمراً مشجعاً, بالتالي يجب أن تقف عندها الدولة لتطوير القطاع الزراعي بولاية كسلا خاصةً البستاني لاعتبارات يعلمها الجميع ، إلا ان القطاع في السنوات الاخيرة شهد تراجعاً كبيراً لأسباب كثيرة منها متعلقة بمسؤوليات الوزارة الاتحادية واخرى بالوزارة الولائية وحكومة الولاية نفسها.
دعم القطاعات
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد كان لا بد من دعم القطاعات الإنتاجية خاصة الزراعة باعتبارها العمود الفقري لهذا الاقتصاد. وظل المزارع في ولاية كسلا يتأرجح ما بين امنيات تطوير القطاع ومسؤوليات الجهات المختصة وما بين اعتماده على نفسه مع ارتفاع تكاليف الانتاج التي زادت من مُعاناة بعض المزارعين. جاء طرق الأبواب حتى وصلت لأعلى مستويات الدولة في شأن إذابة جبال التحديات التي تواجههم والتي منها مسألة استيراد المنتجات الزراعية من جمهورية مصر العربية خاصة البرتقال، مما انعكس سلباً على منتجي البرتقال على مستوى السودان والولاية خاصة.
إدارة حوارات
تداعيات جمّة ينظر اليها مزارعو القطاع البستاني بولاية كسلا ومُنتجو البرتقال خاصة، مما دفع بهم الى إدارة حوارات مع وزير الزراعة للوصول معه الى رؤية مشتركة حول ضرورة وقف استيراد البرتقال المصري. هذا السجال دفع بالوزير ان ييمم شطر وجه نحو كسلا ليقف عن قرب على حجم الإنتاج البستاني وامكانية تغطيته للسوق المحلي باعتبارها زيارة تم الاتفاق عليها مسبقاً حتى يتم اتخاذ القرار الصحيح في مسألة الاستيراد. الزيارة صاحبتها تداعيات من المزارعين ادت الى اغلاق كوبري كسلا رفضاً لها وتعطيل حركة المرور لعدة ساعات الى ان تم التوصل لاتفاق لجلوس الوزير مع المنتجين للوصول الى حل.
موقع كسلا
(الصيحة) تابعت الموقف وتداعيات الزيارة ومخرجاتها وانعكاسها على مزارعي انتاج البرتقال بالسودان وليس ولاية كسلا وحدها وتوجهت بعدد من الاسئلة للوزير بشأن الزيارة، حيث اوضح ان زيارته لولاية كسلا هدفت الى الوقوف ميدانياً على حجم الانتاج المحلي من البرتقال وغيره من الفواكه الاخرى باعتبار ان الولاية تعد الاولى من الولايات المنتجة للخضر والفاكهة, وتضع الوزارة الاتحادية نصب عينها على تلك الثروة وتسعى لتطوير الزراعة بالسودان عموماً ورفع الإنتاجية كرؤية للوزارة هذا العام, وتجنب الإنتاجية الضعيفة التي تعتبر هدراً كبيراً وخسارة للمدخلات التي تتم في مساحات كبيرة. من هنا جاءت زيارة الوزير الى كسلا ضمن زيارات مشابهة لولايات اخرى منتجة للبرتقال ولكن لضخامة المنتج بولاية كسلا كانت مفاجأة لوفد الوزارة الاتحادية الذي اكد حمايتهم للمنتج المحلي وتشجيعه والوصول به الى مرحلة الصادر والمنافسة.
وقف استيراد
وبناءً على حيثيات الزيارة وما تمت مشاهدته على ارض الواقع بكسلا كان قرار الوزارة من كسلا بأن يتم وقف عمليات استيراد البرتقال من مصر نهائياً، ولطول العام نظراً لأن الكمية المنتجة من البرتقال بالسودان حسب الإحصائيات كافية للحاجة. وجاء تأكيد الوزارة مرة أخرى على حماية المنتجين، بل تطويرهم بتدريبهم خارج السودان في مجال إنتاج الفاكهة.
مزارعو كسلا
وجد قرار وقف الاستيراد للبرتقال المصري، ارتياحاً وقبولا كبيراً وسط مزارعي الانتاج البستاني بولاية كسلا. ويرى رئيس لجنة منتجي القطاع البستاني محمد عثمان كرم الله في هذا القرار امرا جيدا. وأشار الى ان الدولة يجب ان تقف مع المنتج ولا تصدر القرارات التي تضر بالمواطن والمزارع. وجزم بأنهم في كسلا قادرون على تغطية السوق المحلي والمصانع، باعتبار أن هنالك توسعاً في القطاع بكسلا . ونفى ان تكون في نيّتهم استغلال المواطن، منوها الى ان تكاليف الانتاج في السودان زادت كثيراً. مبينا ان المزارع المصري يدعم من دولته, واعتبر إغراق السوق بالبرتقال المصري نوعا من التنافس غير العادل. واكد استعدادهم للعمل مع الوزارة في مسائل تطوير القطاع البستاني ودعم بنياته الاساسية.
حالة التصعيد
المزارع محمد عبد العزيز كشف عن الحالة التصعيدية التي صاحبت زيارة الوزير وادت الى اغلاق كوبري كسلا لساعات عن حركة المرور، الامر الذي اعتبره المزارعون انتكاساً من الوزير لاتفاقات سابقة والتي منها زيارة الولاية والوقوف على الوضع ومن ثم اتخاذ القرار. ويرى محمد أن الكمية المسموح بها للاستيراد تعتبر تخريباً للاقتصاد ونوعاً من التلاعب وكارثية بالنسبة للمزارع وتفوق حاجة السوق، وان المنتج المحلي لا يستطيع التنافس، متسائلاً عن الكيفية التي تمت بها الإجراءات والاعتمادات للمستوردين سواء من الوزارة او بنك السودان لشراء البرتقال وإهدار العملات الحرة.