تقرير: سراج الدين مصطفى 10 مار س2022م
(1)
من الصَّعب جداً أن تتوافر بعض المزايا الإبداعية في شخصية واحدة .. ولعل الدكتور فيصل أحمد سعيد الدرامي الشهير والأستاذ الجامعي .. هو من تلك العينة, التي توافرت فيها ميزات إضافية منحته أبعادا جمالية وقفزت به فوق إطار الشخصيات العادية .. فهو كما معروفٌ ممثل بارع في تشخيص الأدوار الدرامية كما في حالة شخصية (كبسور) التي وجدت شُهرة كبيرة بسبب تشخيصه العالي للدور.. وهو كذلك أستاذ جامعي يحمل درجة الدكتوراه, كما أن له تجارب مع تقديم البرامج والعديد من الأنماط والأجناس الإبداعية التي جعلت منه رقماً يصعب تجاوزه في الحياة الثقافية السودانية.
(2)
الدكتور فيصل أحمد سعد من مواليد مدينة كوستي في العام 1951م.. أكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية بمدينة الأبيض ثم نال دبلوم التربية من معهد التأهيل التربوي بمدينة الأبيض (تخصُّص لغة إنجليزية – تربية ريفية).
(3)
التحق بعد ذلك بمعهد الموسيقى والمسرح, حيث نال درجة البكالوريوس في العام 1977م – شُعبة التمثيل والإخراج ونال درجة الماجستير في اللغة العربية من معهد الخرطوم الدولي للغة العربية في العام 1994م, وتحصّل على درجة الدكتوراه في الدراما من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في يونيو 2004م.
(4)
بدأ حياته العملية مُدرِّساً بالمرحلة المتوسطة بولاية كرد فان, ثم معلماً بمعهد تدريب معلمي المرحلة المتوسطة بأم د رمان، ثم عمل مساعد تدريس بكلية الموسيقى والدراما ويعمل حالياً رئيساً لقسم الدراما بكلية الموسيقى والدراما.
(5)
خلال دراسته بمعهد الموسيقى والمسرح انضم لفرقة الأصدقاء المسرحية في العام 1983م حيث قدم معها أعمالا خالدة راسخة في ذاكرتنا ورسمت لنا البسمة في الشفاه العابسة من خلال أعمالهم الدرامية الهادفة التي زيّنوا بها المسرح السوداني وشاشة التلفزيون وأثير الإذاعة مثل: مسرحيات المدرسة المُختلطة وبيان رقم واحد والمُهرِّج وسلسلة حلقات متاعب التلفزيونية.
(6)
اشتهر فيصل أحمد سعد بأداء شخصية (كبسور) والتي كثيراً ما نُصادف مثلها في مجتمعنا ونال بها فيصل أحمد سعد رضاء واستحسان المشاهدين لتجسديه الرائع لها ولم يسجن فيصل أحمد سعد نفسه في تلك الشخصية فقدّم لنا أدواراً متميزة أخرى مثل سلسلة حلقات (أبو مروة)، وسلسلة (حسن إحباط) التي تعمل على إحباط أي شخص في أي محور.
(7)
الدكتور فيصل أحمد سعد كممثل يمتلك الطاقة والوضوح اللذين يمكنانه من توصيل المعنى الى الجمهور .. فهو فبعد ان يقوم بتشكيل جسمه وصوته بحيث يتفقان مع جسم الشخصية وصوتها، قادر على أن يوظف هذا التشكيل ، او يستخدم أدواته الجسدية والصوتية والذهنية في “تجسيد” الشخصية وعرضها على الجمهور.. وهنا تعالي قدراته الذاتية في أن يكون له حضور جسدي قوي وصوت مؤثر ومتميز ومرونة في التعبيرات المختلفة.
(8)
ولعل دكتور فيصل من خلال تقديم الشخصية الدرامية يستطيع أن يضعها في صورة بصرية ومرئية، وفي الوقت نفسه تكون مسموعة وملفوظة ، بعبارة أخرى ، وهو قادر على تحويل التفسير الذي قام به للشخصية الى صورة جسدية ، مقرراً أية هيئة جسدية تكون عليها الشخصية مما سيحدد الهيئة التي سيكون عليها جسده هو ، وكذلك هو يصوغ شكلاً سمعياً ولفظياً للطريقة التي يتكلم بها الشخصية وطبيعة صوتها، والتي ستصبح طريقته هو.
(9)
شغل الدكتور فيصل احمد سعد, منصب نائب رئيس اتحاد الدراميين السودانيين وعضو لجنة الامتحانات المركزية بجامعة السودان وأستاذ مادة الصوتيات وفن الإلقاء بالكلية, كما يشرف على عدد من بحوث التخرج داخل الكلية وعلى عدد من طلاب الماجستير من داخل الجامعة ويشرف أيضاً على عدد من بحوث التخرج خارج الجامعة.. صدر له كتاب (مسرحة المناهج المدرسية وأثرها على طلاب مرحلة الأساس), وكتاب الدراما بين اللغة العربية الفصحى والعامية السودانية (تحت الطبع), يكتب بمجلة أسرتي (عموداً ثابتاً) التي يصدرها اتحاد المرأة وله كتابات في الصحف وبعض المجلات.