كلام في الفن .. كلام في الفن
أبو عركي البخيت:
أبو عركي من أقدر الناس الذين يمكنهم مسح الأحزان التي بدأت تتراكم .. وحينما نسمع بأن سعر الدولار ارتفع .. يصبح صوت أبو عركي هو الملجأ والملاذ .. وهو الذي يستطيع أن يخفض من معدلات الأحزان .. وأبو عركي حينما يقول بصريح العبارة بأنه حزينٌ لما يحدث في الوطن .. فهو لحظتها يعبر ويستلف لسان شعب كامل لا يستطيع أن يبوح أو يقول ما يريد.
هاجر كباشي:
صحيح أن الوسط الغنائي السوداني يعاني شحاً بائناً من حيث الأصوات النسائية .. وهناك اتهام عريض بأن الوسط الغنائي فشل في إنجاب فنانة بقامة وقدرات الفنانة المعتزلة حنان النيل .. ولكن في زحمة تلك الاتهامات يجب علينا أن لا ننسى فنانة مهولة بقدرات المبدعة (هاجر كباشي) فهي تمتلك قدرات غير عادية ولها صوت نادر لا يتوافر عند بنات جيلها.
الراحل عبد الرحمن مكاوي:
يعتبر من شعراء الزمن الجميل .. وقصائده المغناة حفظناها عن ظهر قلب ومنها من شقى الأيام .. التي كان يترنم بها الفنان الكبير حمد الريح وغيرها من الاغنيات الجميلة التي كرست لشاعريته وبساطته في المفردة وقدرته على تصوير الواقع بفردة محتشدة بالجمال الدافق .. كل أغنيه عنده تحكي أصالة المفردة وجزالتها وحلاوتها وطلاوتها!!
الحلنقي:
العدد المهول من القصائد الغنائية التي كتبها الحلنقي يؤكد على انه شاعر بحساب القيمة الفعلية للشعر .. وقصائده المنتشرة في كل الحناجر تنافي نظرية (العدد) التي تنتفي منها الجودة أحياناً .. ولعل خلود الحلنقي كشاعر يكمن في الممازجة ما بين نظرية (الكم والكيف) .. ولعله يمثل حالة نادرة من الإجماع عند شعب لا يعرف أهله الإجماع والاتفاق على شخصية محددة.
ابراهيم عوض الجرئ:
ابراهيم العوض الراحل الجميل .. لعله الفنان الأول الذي كان جريئاً في طرحه الغنائي.. فهو أول من واجه الحبيب وصرح بخيانته في أغنية “يا خاين”..حيث كان الغناء قبله يتسكع في أضابير الخوف وعدم القدرة على التصريح.. ذلك كان ابراهيم عوض الفنان الذي قدم عطاء جزيلاً ومتدفقاً وسيبقى مدى الأيام تاريخاً وسيماً ومضيئاً.