تقرير: نجدة بشارة 9مارس 2022م
يتوجّه غداً الخميس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يرافقه وفد رفيع المستوى وعدد من الخبراء والمُختصين في قضايا التفاوض. ويعقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي خلال الزيارة التي تستغرق يومين، مباحثات مشتركة مع القيادة الإماراتية تتعلق بكافة القضايا الإقليمية المرتبطة بالشأن السوداني. وعلمت (الصيحة) باكتمال الترتيبات للزيارة في العاشر من مارس.
ما وراء الزيارة!!
تأتي الزيارة بدعوة رسمية من القيادة الإماراتية، وكان البرهان قد تسلم دعوة رسمية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لزيارة الإمارات. حيث سلم السفير الإماراتي بالخرطوم حمد بن محمد حميد الجنيبي، رسالة لرئيس مجلس السيادة السوداني في مكتبه بالقصر الرئاسي قبل أسبوعين. وكانت مصادر دبلوماسية عربية كشفت عن كواليس المشاورات الجارية بشأن الأوضاع في السودان ومبادرة حل الأزمة السياسية هناك بين العسكر والقوى المدنية.
وبحسب هذه المصادر، فقد شهدت الأيام الماضية بعض العواصم الخليجية سباقا محموما لرأب الصدع وإقناع القوى المدنية، التي تم الاجتماع بها، بالموافقة على بقاء رئيس مجلس السيادة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، على رأس قيادة الدولة السودانية، في إطار مجموعة من السيناريوهات المُقترحة لحل الأزمة.
شراكة ولكن!
وكان البرهان اشاد بالدور الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم الفترة الانتقالية وحرصها التام على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، مؤكداً أهمية استمرار التعاون المشترك وترقيته بما يخدم مصالح البلدين لكون دولة الإمارات شريكًا استراتيجيًا للسودان. ووفقاً لمراقبين، فإن “الفترة الأخيرة شهدت زيارات لمسؤولين إماراتيين إلى الخرطوم، جرى خلالها عقد لقاءات مع المسؤولين بالأجهزة السودانية المختلفة، بجانب شخصيات بارزة في المعارضة السودانية”، لكن في ذات السياق عبروا عن مخاوفهم من دخول إسرائيل على الخط.
القبول والرضاء
ويرى مراقبون إن التحركات الإماراتية والسعودية على صعيد الأزمة السودانية تتمتع بقدر كبير من التوافق. وتلفت إلى أنها جميعاً تتلاقى على أهمية الحفاظ على القيادة في أيدي المؤسسة العسكرية في السودان. واشاروا الى ان هناك دافعاً إماراتياً لدى الحكومة الإسرائيلية بأن العسكريين السودانيين هم القادرون على تمرير قرار التطبيع بين تل أبيب والخرطوم.
وكان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد قد استقبل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الشهر الماضي لبحث الأوضاع في السودان. وأكدت تقارير رسمية صادرة عن أبو ظبي أن بن زايد شدد على استمرار دعم بلاده للخرطوم على كافة المستويات.
ردود فعل
ورصدت “الصيحة”، تغريدات لعدد من المتابعين على تويتر، وكتب طلال أرى أن زيارة البرهان الامارات تصب نحو تعزيز العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات واعتبرها خطوة إيجابية. وزاد على الأقل نقدر نرد جميل دولة الإمارات على السودان. كفاية إنهم وقفوا معنا في أصعب الأوقات ودعمونا من أجل التحول الديمقراطي. وعلق أحمد خليهم يطورون التعليم والصحة ويبنون المصانع والاستثمارات لإنهاء البطالة، لكن (تطوير العلاقات) ليست مفهومة كيف يستفيد منها الشعب. وكتب مغرد آخر الإمارات تريد أن تبني علاقات مع “حميدتي” والبرهان وقد حدث، ولكن العلاقات يجب ان تبنى في المقام الاول مع الشعوب. فيما نشر الناشط السياسي انور عباس على حسابه بتويتر قائلاً: بالتوفيق وإن شاء الله الزيارة تعود بالنفع على الشعب السوداني المطحون الذي راح ضحية للاحزاب المؤلدجة!
على الخط؟
قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السفير الطريفي كرمنو لـ(الصيحة) ان العلاقات السودانية الإمارتية كانت ولا تزال على وفاق، وبالتالي فإن الدعوة قد تفسر بالطبيعية، لكن المح الى ان هنالك همسات تدور عن زيارة الوفد الأمني السوداني الى تل ابيب متزامنة مع زيارة “حميدتي” قبل اسبوع ، اعقبه زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الى الإمارات قبل ثلاثة أيام، ثم جاءت دعوة رئيس دولة الإمارات للرئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، واضاف بالتأكيد هنالك رابط بين هذه الزيارات التي استبقت الدعوة، واردف أحسب ان إسرائيل على الخط وتسعى لتقوية العلاقة مع السودان، وزاد ان البرهان تحدث في الحوار الذي بثته القناة السودانية الى ان هنالك تعاونا بين القوى العسكرية في السودان وتل ابيب في المجال التقني والعسكري.
حافي الأشواك
وأوضح كرمنو أن قبول أي علاقة للسودان مع اسرائيل في هذا التوقيت كمن يسير حافياً على الأشواك، لجهة تدخل إيران على الخط، وقال ليس في صالح الدولتين السودان أو الإمارات التعاون مع اسرائيل، إضافةً الى التوترات بين أبو ظبي والحوثيين، في الوقت الذي يقاتل عدد من ابناء السودان في عاصفة الحزم بالسعودية.
انسداد الأفق
علق المحلل السياسي والأكاديمي د. عصام بطران لـ( الصيحة) قائلاً: إنها ليست المرة الأولى الي يزور فيها رئيس مجلس السيادة دولة الإمارات، وأضاف: لعل دعوة الإمارات تأتي في وقت يغلي فيه السودان بعد انسداد الأفق السياسي بالداخل. ولكن تظل التساؤلات مشرعة الى حين تلبية البرهان للدعوة، وهل ستكون لها علاقة بترتيب البيت من الداخل، هذا ما ستكشف عنه مقبل الأيام!!.