الخرطوم: الصيحة
استأنف مركز راشد دياب للفنون نشاطه بندوة “حلّ الاقتصاد”، تحدث فيها كل من الإمام الله جابو والدكتورة ماجدة مصطفى، فيما أدار الحوار الإعلامي عارف حمدان.
وفي مستهل حديثه، قال الإمام الله جابو الإمام، إن مشاكل السودان في إدارة الموارد الطبيعية متراكمة ومتداخلة منذ زمن بعيد، وإن الإنسان في احتياجاته الأساسية دائماً ما يبحث عن الافضل في السكن والملبس والمسكن، واضاف بان دول العالم اجتازت هذه المراحل في وقت مبكر جداً، وذهب بأن السودان يمتلك الكثير من الموارد ذات الطلب غير المرئي، وبالتالي أنه يُعد واحدا من أغنى الدول في مجال إنتاج الثروة الحيوانية إلى جانب مصادر انتاج الطاقات المتجددة داخل الارض وخارجها، لافتاً إلى أنّ السودان متقدم على الكثير من الدول في مجال الثروة الحيوانية والزراعة ولكن للأسف متأخر جداً في تحقيق الرفاهية للإنسان، وأرجع تأخر السودان في اقتصاده، إلى غياب المؤسسية في الكثير من مؤسساته التي تُدير العملية الاقتصادية وضعف الإدارة في منظومة نظام الحكم، الأمر الذي انعكس على عدم وجود سياسة نقدية واضحة تُدار بها الدولة وبالتالي حدث شلل تام في الاقتصاد السوداني، وركّز الإمام على مجموعة من المشاهد في نظام الحكم والسياسة النقدية التي يتبعها في إدارة الموارد، إلى جانب سوء الادارة والتخطيط، عازيا تفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان إلى الخلل الواضح في ادارة السياسات المالية والتي بدورها أدّت إلى تدهور صادرات السودان الانتاجية وزيادة حجم التضخم في السوق الموازي.
أما الدكتورة ماجدة مصطفى ألقت الضوء على جوانب متعددة من مشاكل الاقتصاد السوداني، مشيرة إلى أن الاقتصاد السوداني يمر بمرحلة تاريخية حرجة وصفتها بمرحلة الانكماش، والتي بدأت حسب رؤيتها منذ عام 2016م، وقالت إن هذه المرحلة وصلت في هذا العام إلى أدنى مستوياتها من التدني، وأضافت بأن هنالك استنزافا غير مسبوق لموارد السودان الطبيعية، وأكدت أن كل الحكومات السودانية التي مرت على حكم البلاد ما زالت تعتمد على الأنشطة التقليدية مثل الزراعة والرعي والتنقيب العشوائي لمعدن الذهب في المناطق الصحراوية، واستشهدت الدكتورة ماجدة مصطفى بدول مصر ونيجيريا والإمارات في ابتكارهم لانشطة اقتصادية متقدمة ومتطورة، الأمر الذي قفز باقتصاد هذه الدول إلى مراحل تنموية متقدمة جعلها من الدول الاقتصادية الكبيرة. وترى الدكتورة ماجدة أن النشاطات التقليدية في حال الاستمرار في ممارستها لا تؤدي إلى رفاهية المواطن السوداني ولا تستطيع بأي حال من الأحوال انعاش الاقتصاد، وطالبت القائمين على أمر ادارة الاقتصاد السوداني في هذه الحكومة الجديدة بضرورة التنوع وابتكار أنشطة اقتصادية جديدة وبديلة للأنشطة الرعوية والأنشطة الزراعية مثل اهمية احياء نشاط السياحة في السودان، لافتة إلى أن السودان يعد من أكثر الدول التي تتميز بطبيعة ساحرة، كما دعت ماجدة في ذات الاتجاه المتعلق بنهضة وإنعاش الاقتصاد السوداني إلى الاستثمار في الانشطة الابداعية مثل صناعة السينما التي اصبحت تحقق دخلاً مربحاً للاقتصاد المصري، إلى جانب ضرورة اتجاه السودان إلى الاستثمار في مجال اقتصاد المعرفة وفتح وزيادة الجامعات السودانية للوافد الأجنبي، مشيرة إلى أن اقتصاد المعرفة بإمكانه أن يقضي على حالات الفقر في السودان، وخلصت الدكتورة ماجدة إلى عدم وجود حوار وطني ومجتمعي يُعد واحدا من اكبر المشاكل التي تهدد الاقتصاد السوداني، وطالبت بضرورة سيادة القانون وتطبيقه بشكل أمثل.