محمد طلب يكتب : تلحظ احتياجنا براها
8مارس 2022م
أعجبني اختيار مذيع قناة اف ام رياضية لأغنية (ست البيت) في أحد برامجها اظن ان المذيع اسمه المغربي الذي كدت أن أعجب به لو لا انه تدخل بالتعليق الذي لا يليق بالاغنية ومقاصدها الواضحة الجلية ومفرداتها المنتقاة بيد الماهر المبدع صاحب القاموس الواسع الشيخ محمد ود الرضي.. كان تعليق المذيع بعيدا كل البعد عن المعاني والمقاصد التي رمى إليها الشاعر وابدع فيها الملحن وتناقلتها الأجيال حيث ابتدر بما جعلني لا أنصت إلى ما بعده قائلاً (ربما يتبادر للمستمع أن ست البيت مقصود بها من تجيد الطبخ والطهي والشواء والغسيل والمكواة) توقفت هنا وأدركت ان هذا حديث مرتجل لم يتعمق قائله المعاني جيداً!!
يا عزيزي الشيخ ود الرضي قصد كل ذلك وأشار إشارة ذكية لماحة (للغسيل والمكواة والطبيخ والعواسة والكسرة وغسيل العدة وقش الفجة وغيرها…) بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث جعل العبارة ومفرداتها التي امتازت بالدقة والرقة صالحة لكل زمان ومكان لأنها التزمت بالشرع الحنيف في دقتها حيث انه من المعلوم وهو ما أراد المذيع الإشارة إليه أن المرأة ليس من مهامها الطبيخ والغسيل وخلافه.. ألم تلحظ يا عزيزي احتياجنا براها (الله الله وياااا سلاااااام).. تعبير قوي شامل كامل وصالح لكل شئ ودون أمر بل مجرد (الملاحظة منها براها) يا الله جعل ود الرضي مفردة احتياجنا بين مفردتين واضحتين هما تلحظ ومجرد الملاحظة البسيطة يكون لها رد فعل سريع لاشباع تلك الحاجة أيا كانت ثم مفردة براااها اي دون أمر أو إشارة أو تلميح بل بدوافعها الذاتية بما يحقق لها الرضاء الذاتي ويجد القبول ويحقق مقاصد الشرع.. الحاجات متغيرة من زمان لغيره ومن مكان لآخر مما يجعل المفردة في غاية الدقة. تعبر عن كل زمان ومكان.
من قال لك يا عزيزي إن الشيخ ود الرضي لم يتحدث عن الكسرة والملاح وغيرها.. ذكر كل ذلك لكن بعبارات تدل عليه وعلى غيره من الأشياء على مر الزمان وتعدد الأمكنة.. ألم تلحظ يا عزيزي قوله (قالت جارتا مجاوراها تجي شايلة وتجي مزاوراها) انت (قائلها شايلة شنو) يا اخوي.. هذا هو عين الإبداع في اختيار المفردة المعبرة.
ألم تلحظ يا عزيزي أنه يتحدث بلسان الجارة اي ان فعلها الجميل تخطى حيطان الدار وللجار منه نصيب مما يدل دلالة قاطعة انها كفت أهل بيتها ومن اشتم الرائحة كان له نصيب.. (انت قايلا شايلة شنو)
رحم الله ود الرضي.. وارحمونا من هراء المذيعين
واعود لهذه الأغنية مرة أخرى بمزاااج عال غير الذي عكر صفوه ذلك المذيع.