الحزب الشيوعي ـ مواقف ملغمة ..!!
الحزب الشيوعي رفض استيلاء قوى الحرية والتغيير على السلطة المدنية بنسبة تقدم تفاوضي ببن المجلس العسكري الانتقالي وقوا الحرية والتغيير بلغت 95% وبهذا الموقف يعيد الحزب الشيوعي الأمور إلى المربع الأول ويعقد معادلة شركائه في الحرية والتغيير وهو يدرك أن حزب المؤتمر الوطني بكل قوته وتوسعه كان حاكماً بنسبة مشاركة في السلطة لم تتجاوز الـ 52% ـ إذن السؤال لماذا رفض الشيوعيون هذه النسبة الكبيرة في تفصيلات المرحلة الانتقالية وهي نسبة كانت تتيح لقوى الحرية والتغيير الفرصة كاملة لترتيب الأوضاع وخلق واقع جديد وإن كان قد صعب على الكثيرين التعامل معه. ??
أستطيع أن أقول إن الحزب الشيوعي السوداني ظل يقف متعنتاً ومراهناً على أن تظل أمامه الملفات والأمور مفتوحة على مختلف الاحتمالات التي قد تبدو صادمة هو أنه لا يريد البقاء في السلطة وتحمل المسؤولية لأنها مضرة له ولذلك يفضل البقاء في المعارضة ليتكسب من تعاطف المنظمات الدولية ودعمها لبرامجه والتخلص من أعباء الحكم والسلطة وتباعتها التنموية والخدمية ـ الحزب الشيوعي يمارس المراوغة وخلط الأوراق وأن يظل قابعاً في خندق المعارضة عبر تاريخه فهو لا يريد بناء أي علاقة عضوية مع السلطة ولا يرغب في فتح أي مجال حيوي يجسر له الطريق إلى كرسي القيادة وبهذا المواقف تجده يحاصر أي موقف أو خطوة تقود منسوبيه وعضويته إلى تحمل المسؤولية في البلاد وكثيراً ما يفضل لهم البقاء تحت الأنفاق والتخفي تحت الأرض كخط دفاع يقيه الضربات الأمنية كما يشيع دائماً ولذلك تأتي مواقفه المتصلبة داخل كيان قوى الحرية والتغيير والمتجاسرة ضد المجلس العسكري الانتقالي متسقة تماماً مع منهجه في العمل السياسي والتربح من إبداء المواقف الملغومة، والأكثر اتساقاً إصراره على إسقاط المجلس العسكري الانتقالي وإبعاد كل الآخرين والانفراد بالسلطة كموقف مبدئي لا تراجع عنه وهو يعلم تمام اليقين أنه موقف مرفوض وغير متسق نهائياً مع مناخ الحريات والديمقراطية والتحول الذي تشهده البلاد ـ اليوم الحزب الشيوعي السوداني حقق هدفه من قوى الحرية والتغيير إذ أنه نشط بهم خلاياه التي كادت أن تموت في الأحياء ووسط المجتمع ومن ثم أفقد شركائه في قوى الحرية والتغيير وقوى الإجماع الوطني كل كروت المناورة ونقاط القوة التي كانت بيدهم وكبدهم خسائر بتصرفاته الهوجاء وتصفية حساباته القديمة مع الكثيرين من الكيانات السياسية وأعاد إلى أذهان الجميع طرح الأسئلة الصعبة والمقلقة التي أبرزها ماذا لو أن المجلس العسكري قد أطلق ساهم الوطن نحو قوى نداء السودان والحركات المسلحة والقوى السياسية الداخلية الاخرى بما فيها حزب الأمة القومي والمؤتمر السوداني واتفق معهم على تسوية وشكل مشاركة ملأ بها الفراغ وتكونت الحكومة المدنية كاملة وشرعت في تنفيذ مهامها، وفي الأثناء تاهت قوى الحرية والتغيير في صحراء و فراغ توهمات ومواقف الحزب الشيوعي البائرة ـ أين سيضع قوى الحرية والنغيير أقدامهم ..?? أطرح عليهم السؤال وهم يشاهدون تعمد الحزب الشيوعي في خلط الأوراق واتساع دائرة شكوكه في نفوس الآخرين والحكم على الكل بالنوايا ـ صدقوني أنني أرى نذر الخطر تلوح أمام أعين قوى الحرية والتغيير بوضوح وأن ما كان ملتبساً في الماضي أنقشع عنه الغبار فإزداد التباساً وتعقيداً ويبقي الملف مفتوحاً على تشابكاته المحلية والدولية وأن ما يحمله المستقبل من تهديد لقوى الحرية والتغيير أصبح أوضح من الشمس في كبد السماء .