نقرشة.. محاكمة أحمد المك وغنائية الجزار
محاكمة أحمد المك:
محاكمة أحمد المك على ألحانه يجب أن تتم بعيداً عن شقيقه الملحن فتحي المك .. فكلاهما صاحب تجربة مختلفة من حيث الشكل والمضمون والزمن .. ومثلما حققت ألحان فتحي المك النجاح ووجدت القبول .. أحمد المك أيضاً له بعض الألحان التي وجدت القبول والنجاح .. وهناك نماذج عديدة مثل (يا حنين ـ البقولوا الناس ـ الجوجوة ـ مجنونة ـ أنا بعتذر ـ لو حتى نبدأ من الصفر وأخيراً سيطرت علي التي تغنت بها الفنانة عافية حسن).
زيدان ابراهيم:
زيدان ابراهيم .. لم يكن فناناً عادياً وتلك هي الحقيقة المطلقة .. ومن يراجع يوم تشييعه يدرك أنه أمام إنسان مغاير وحالة فنية واجتماعية يصعب تكرارها .. والجموع التي هدرت في ذلك اليوم هي تأكيد على المكانة الرفيعة التي كان يحتلها وسط معجبيه وأهله وأصدقائه.. وهذا الحب بالطبع لم يُنتج فراغا أو يأت اعتباطاً، بل كان هو نوع من الوفاء الكبير.
دكتور علي شبيكة:
أجد في نفسي لهفة خاصة بتجربة الشاعر الكبير الدكتور علي شبيكة .. فهو يعتبر واحداً من الذين أثروا وعطّروا الوجدان السوداني بأعذب وأجمل الأغنيات.. ولعل ثنائيته مع ثنائي العاصمة كفيلٌ لأن تؤشر على تجربة مبدع كالساقية قدّم عطاءً جزيلاً ومازال حتى الآن يواصل بذات عنفوان الشباب والقلب الأخضر.
تومات كوستي:
تومات كوستي هما شقيقتان توأمان من بنات 15 أورطة من عساكر الرديف. اسم الكبرى التومة أم زوائد ويقال إنها ولدت بإصبع زائد في إحدى يديها.. لذا سُميت بأم زوائد.. والصغرى التومة أم بشائر.. والدهما شيخ جريقندي، وهما مشلختان كما يصفهما العم عبد المطلب.. وبهما مسحة من الجمال ظاهرة. وجذورهما من دنقلا.
غنائية الجزار:
انحاز بشكل لتجربة الجزار ولا أجد أدنى حرج في توصيفه بأنه (فنان كبير) وهو سابق زمنه .. لذلك عليه أن لا ينتبه للأصوات التي تقول بأنه صاحب غنائية (غرائبية) .. والذين يقولون ذلك يَحتاجون لأعوام طويلة حتى يستوعبوا ما يقوله ويغنيه.. والتجارب الجادّة كمثل تجربة الجزار تجبرنا أن ننحاز لها.