تباريح الهوى
محمد البحاري
محمد سراج الدين في القلب!!
(دار الخرطوم جنوب) هي واحدة من المؤسسات العريقة في مجال الغناء والموسيقى وتعتبر رائدة في هذا المجال ومن خلال وجودي بهذه الدار العريقة لمست في أعضاء هذه الدار كثيرا من الحميمية والاجتماعيات والترابط الذي يميز هذه الدار وتعتبر هذه الصفات إضافةً كبيرة لرصيدهم الفني والاجتماعي.
كان حظي رائعاً عندما كنت حضوراً الجمعة قبل الماضية والدار تحتفي بزواج ابنة رئيسها السابق الأستاذ الراحل (محمد سراج الدين) وهو واحد من الذين شكلوا وجدان الشعب السوداني بجميل الألحان ولعب دورا كبيرا في تجربة كثير من الفنانين وتعتبر تجربته مع الراحل المقيم (مصطفى سيد أحمد) مختلفة وقد كسب فيها الرهان في الوقت الذي وقف فيه كثيرون ضد هذه التجربة ووصفها البعض بأنها تجربة لا ترقى لدرجة واحدة من درجات الفن، لكنه كسب الرهان بالزيادة وأكثر بعد أن ذاع صيت الراحل (مصطفى سيد احمد) وأصبح ملء السمع والبصر، وكوّن قاعدة عريضة من المُعجبين، وهذا إن دل فإنما يدل على النظرة الثاقبة للأستاذ الراحل (محمد سراج الدين).
كان أصدقاء الراحل حضوراً جميلاً ازدانت بهم (دار الخرطوم جنوب) فبادلتهم الدار هذا الوفاء بوفاء اكثر منه، مما كان له الأثر الإيجابي لأسرة الراحل، حيث كانت الدرامية (منى عبد الرحيم) شُعلةً من النشاط وسط المعازيم كانت بمثابة الأيقونة لذلك اليوم المُميز رغم فقدنا للدراميين في هذا اليوم.
(دار الخرطوم جنوب) فتحت قلبها وأبوابها عرفاناً وتقديراً للراحل المقيم (محمد سراج الدين) فكانت الفرقة الموسيقية رائعة كما عهدناها دوما في كل المحافل والفعاليات فخرجت الليلة في أبهى حلة وأخذت الدار زينتها كاملة .. تجسّد مثل هذه المواقف دور الفنان والمبدع تجاه المجتمع وهذا الدور الطبيعي لكل شخص مبدع لأن الإبداع هو رسالة في المقام الأول.