فأيٍّ من المفردتين هاتين تصلح عنواناً لكلمتنا هذه اليوم..
كما صلحتا عنواناً لحسن من قبل..
وحسن هذا كان زميل حي – وفريق كرة قدم – في زمانٍ مضى..
وسُمي فارغات من شدة اهتمامه بالفارغة..
أو باللا موضوع…أما مدربنا – سراج – فهو من أطلق عليه لقب هُس..
وهو لم يكن لقباً…وإنما أمراً له بالسكوت..
ثم صار لقباً له بعد ذلك ؛ فهو حسن فارغات…وحسن هُس..
وما زلت أذكر بعضاً من فارغاته هذه..
ومنها ما حدث أثناء محاضرة لسراج هذا لنا قبيل مباراةٍ مهمة..
كان يضع لنا خطة اللعب..
فإذا بحسن هذا يسأل صائحاً (يا جماعة فيلم سارتانا في أي سينما الليلة؟)..
فصرخ فيه المدرب صرخته المعهودة (هُس)..
بل وبلغ به الغضب حد أن أبعده عن تشكيلة اللعب في تلكم المباراة..
رغم أنه كان حارس مرمانا الأول..
وخسرنا المباراة خسراناً مبيناً…فأي هجوم على مرمانا كان يعني هدفاً..
وتعب حارس مرمانا البديل..
وتمثل تعبه في مهمة إخراج الكرة من المرمى…من أقصى أسفل الشبكة..
وكانت مهمة ثقيلة…ومتعبة..
وازداد سراج غضباً على حسن…ثم كاد رأسه يشتعل لهباً من شدة الغيظ..
وذلك حين اقترب منه عقب نهاية اللقاء..
وقال له هامساً (يا كوتش ألقى عندك قروش أخش بيها سارتانا لا يرحم؟)..
فصرخ سراج (إلهي لا يرحمك دنيا ولا آخرة)..
طيب ؛ ما مناسبة اجترانا بعضاً من فارغات حسن فارغات هذا اليوم؟..
المناسبة يعود فضلها – أو إثمها – لعبد الباري..
وهو وزير العدل السابق في حكومة حمدوك…أو حكومة الفارغات..
أو نصر الدين…وهو اسمه الأول..
ثم لم ينصر ديناً…ولا عدلاً…ولا عادات مجتمع..
فهو كان مشغولاً بالفارغات..
شأنه في ذلك شأن كثيرين مثله من وزراء حكومة قحت ؛ ومسؤوليها..
وعلى سبيل المثال كان مشغولاً بسيداو..
وكأن كل مشاكل فترتنا الانتقالية انحصرت فقط في قضايا المرأة..
بما في ذلك قضية الميراث..
بينما انشغل أخٌ له – وهو الرشيد سعيد – بما هو أكثر من ذلك..
وذلك فور عودته من فرنسا..
ليس عودته منها جسداً وحسب…مهرولاً نحو نصيبه من كيكة الحكم..
وإنما حتى ثقافةً…وفكراً..
ومعلوم أن فرنسا أكثر تحرراً – وتهتكاً – من بقية دول أوروبا..
أو – على الأقل – من غالب هذه الدول..
بل إن المواطن الإنجليزي مقارنةً بالفرنسي هو بمثابة الشيخ الشعراوي..
وامتلأت مكاتب كبيرهم – حمدوك – بالبنات..
فهو نصير المرأة…وكل وزيرٍ من وزرائه ينافس الآخر في هذه النصرة..
خلاص ؛ مشاكلنا كلها خلصت..
ولم يبق لنا سوى مشاكل المرأة…وحريتها…وحقوقها…وميراثها..
فضلاً عن حقوق المثليين…وهذه أسوأ..
ولكن الغريب أن المكاتب هذه كلما تمتلئ بالنساء تفرغ منهن سريعاً..
ولا نخوض في الأسباب..
أو إذا أردت معرفتها فابحث عنها بين ثنايا فهم أنصار الحرية للحرية..
أو بين ثنايا اهتمامهم بالفارغات..
بينما أسس الحرية السياسة لا أحد منهم اهتم بها..
لا البرلمان…لا مفوضية الانتخابات…لا المحكمة الدستورية..
فقط الفارغات ذات الصلة بالمرأة..
أو ذات الصلة بالكيزان ؛ لدرجة حتى تجمع إفطار رمضاني لهم أثار غضبهم..
فاقتحموه دونما مسوغاتٍ عدلية..
ووزير العدل نصر الدين جالسٌ ينظر ؛ لا ينصر عدلاً…ولا ديناً..
والبارحة فتح فمه…فتذكرناه..
فتحه ليقول أن من كانوا يهاجمون حكم الـ 4 يصمتون الآن إزاء حكم الـ 2..
ونسي – أو تناسى – شيئاً مهماً عن الأحزاب الأربعة هذه..
فهي – بخلاف اهتمامها بالفارغات النسائية – كانت تنافس البشير قهراً..
كانت ذات قهر…وكبت…وافتقار للعدل..
وصحافتنا هذه لم تُوقف منها واحدة بالغلط خلال فترة حكم الاثنين هذين..
بينما حرية الصحافة كانت تُصادر أيام الـ 4..
وحتى حرية الصحافيين الشخصية كذلك ؛ دفعاً بهم إلى غياهب السجون..
فتح فمه – إذن – عبد الباري..
فتذكرت زميلنا حسن حين كان يفتح فمه بالمضحكات…والفارغات..
يا سيد نصر الدين:
هُــــس !!.