تقرير: صلاح مختار 4مارس 2022م
من جديد، بدأت قضية شرق السودان تطفو على سطح الأحداث السياسية. ففي الوقت الذي تبحث فيه اللجنة التي كوّنها المجلس السيادي برئاسة نائب رئيس المجلس الفريق محمد حمدان دقلو في وضع خارطة طريق للحل، خرجت بعض مُكوِّنات الشرق بتصريحات نارية تصب الزيت على النار، حيث هدّد الأمين العام للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة عبد الوهاب جميل رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر قضايا شرق السودان بأن جميع خياراتهم مفتوحة ومتاحة حال لم يروا أنفسهم في قيادة الدولة، تلك التصريحات قابلها مؤتمر صحفي للمجلس الاعلى للعموديات المستقلة لجنة تنفيذ (القلد) اوضح فيه قضايا الراهن بشأن تنفيذ (القلد).
قضية كبرى
اعتبر وكيل ناظر الهدندوة، عضو اللجنة حامد انور ابو علي في المؤتمر صحفي، أن قضية الشرق تشكل هماً لكل اهل السودان وواحدة من القضايا الكبرى. مشيراً الى بداية عمل لجنة تنفيذ القلد التي قال انها بدأت منذ اكثر من سنة, واكد ان تنفيذ شروط القلد اهم اعمال اللجنة والمسائل فيه مشروطة. وأوضح أن كل الأطراف كانت شهوداً في التوقيع، وجزم بأن القلد مقدسٌ وواجب الالتزام به. وقال واجهت اللجنة مشاكل ادت الى عدم تطبيق بنودها، وقال استبشرنا خيراً خلال الفترة الاخيرة بالتزام الطرف الآخر, وقال: فوجئا بتغيير في بعض بنود الاتفاق لم ترد في شروط القلد. وأكد التزامهم بتنفيذ شروط القلد، وقال ليس فيها تأويل أو تأجيل أو اجتهاد. وجدد بأن الاطراف كلها وقعت على الشروط في ولاية البحر الاحمر. مبيناً ان تنفيذ القلد بداية لحل قضية شرق السودان لجهة أنه التزام بالتقاليد والاعراف، غير انه طمأن بعدم تضرر بقية الولايات من الاتفاق.
هجرات وافدة
ولفت انور للهجرات الوافدة من خارج السودان الى المنطقة. مؤكداً ان ترسيم الحدود لم يستهدف اي قومية ولكن لوضع كل جهة بالولايات في مواقعها وحدودها المعروفة، وانتقد الموقعين على مسار الشرق، وقال انهم لا يمثلون اهل شرق السودان. وقال طعنا في اهليتهم, واضاف طالبنا بترسيم الحدود خاصة مع الأطراف الذي نتنازع معها, وحَثّ بقية القوميات بعدم التحسُّس من مطالبتنا بذلك، مشيراً الى أن من بين بنود القلد ترسيم الحدود ومراجعة المعسكرات, وقال طالبنا بقرار واضح بشأن تنفيذ شروط القلد بوضع المواقيت الزمنية. ولفت إلى وجود جهات عديدة تدعي حق السيادة على الأرض, ودعا الى إلغاء مسار الشرق، وقال نتطلع من نائب رئيس المجلس السيادي قرارات واضحة بشأن تنفيذ القلد , واعتبر واعتبر انور تهديد “جميل” طبيعياً باعتبار ان اتفاق القلد يهدد مستقبله السياسي، مبينا ان اهل الشرق قادرون الرد عليه، مستبعداً تراجع الحكومة عن مسار الشرق.
احداث فتنة
من جهته، اتهم الناطق باسم اللجنة عبد الله أوبشار، الجبهة الثورية في احداث الفتنة بشرق السودان وحمّلها المسؤولية في الاحداث السابقة. وسرد تطورات الأحداث في شرق السودان, وقال القلد نص على نزع السلاح من الأشخاص والحركات ومراجعة الهوية ومعسكرات اللاجئين. واكد ان اللجنة معنية بتنفيذ شروط القلد, واضاف طالبنا بوضع النقاط على الحدود الجغرافية بين القبائل, وقال: أهل الشرق اولى بتمثيل إقليمهم، وشدد على ضرورة ترسيم الحدود, ووضع النقاط لوقف الادّعاءات, واتهم بعض الجهات بتسويف القضية وتضليل الرأي العام, مشيراً للأخطاء التي وقعت من اللجنة، ودعا حميدتي لتدارك تلك الأخطاء حتى لا تقدح في حيادية اللجنة, وأكد أن الوثيقة واضحة واكدت على إلغاء مسار الشرق، وقال (لن نقبل بالمسار ولو طبقت السماء بالأرض), وذكر في حال وضع النقاط الجغرافية على الحدود بأنهم على استعدادٍ للتوقيع على معاهدة اجتماعية مع البني عامر والحباب لتقاسم الحدود، وقال، أما المستقلون فعليهم العيش كمواطنين.
رد فعل
وحول تصريحات القيادي بشرق السودان عبد الوهاب جميل في حالة إلغاء المسار سيحيل الشرق الى دمار, قال (خاب مسعاه), لجهة ان الوثيقة وقعت عليها الإدارات الأهلية في الشرق بجانب الأطراف, وحذر من اي محاولة للعودة الى مسار الشرق, وقال جاهزون لكل الوسائل التصعيدية حتى تفي الحكومة بإلغاء المسار, واكد ان بعض الجهات حاولت تمرير شيء غير متفق عليه. ورأى هنالك من بنى من معسكرات النازحين عمارات بكسلا وأراد من خلالها حكم السودان, واعتبر السكوت على ذلك خيانةً, وقال طالبنا بمراجعة الهوية والمعسكرات في شرق السودان. مؤكداً تمسكهم بمطالبهم حتى نضع كلا في موقعه ولا تراجع عنه. وقال طبيعي ان يقول عبد الوهاب جميل ذلك لأنه لا يملك الأرض, بالتالي لا يمتلك الهوية, وقال إن أي تدخل خارجي سيصعب القضية. مبيناً أن الجبهة الثورية والمجموعات السياسية لا علاقة لها بتنفيذ القلد, وقال أي انتكاسة تهدد اهل الشرق, واشار الى وجود قادة إريتريين يفاوضون باسم شرق السودان.
خياراتٌ مفتوحةٌ
وكان الأمين العام للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة عبد الوهاب جميل, رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر قضايا شرق السودان, هدد في تصريحات بأنّ جميع خياراتهم مفتوحة ومتاحة حال لم يروا أنفسهم في قيادة الدولة, وشدد على أن الحق يُنتزع ولا يُعطى كمنحة أو هبة, وأضاف (يجب أن نخرج من دائرة نعطيكم كذا وكذا ويكون شعب شرق السودان هو الذي يعطي).