الصمت الخليجي من الأزمة الأوكرانية.. روسيا تبتلع شركاء أمريكا
الخرطوم- الصيحة
امتنعت دولة الإمارات العربية، عن التصويت، وعدد من الدول الخليجية، تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية ورفضت مساندة الموقف الأوروبي المساند لأوكرانيا، ويشير خبراء إلى أن الموقف الروسي يؤكد أن القوة العظمى المرجحة تميل لكفة موسكو التي أكدت للعالم أن أسطورة أمريكا والعالم الغربي قد أفلت شمسها، وهذا ما يؤكده وقوف عدد من الدول التي كانت في الماضي من الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى المحلل السياسي محمد السناري، أن الموقف الخليجي لازمه الصمت المطلق بينما سارعت الدول الأوروبية لإدانة غزو روسيا لجارتها الأصغر، التزمت دول مجلس التعاون الخليجي الثرية، بما في ذلك السعودية والإمارات، الصمت إلى حدٍ كبير.
امتنعت الكويت وقطر يوم الخميس، الذي بدأت فيه روسيا هجومها البري والجوي ضد أوكرانيا، عن انتقاد موسكو مباشرة واكتفتا بإدانة العنف، بينما لم تعلّق السعودية وعُمان والبحرين بعد، فيما اكتفى مجلس التعاون بدعم الجهود الدولية والدبلوماسية لحل “الأزمة الأوكرانية”.
يترك تصاعد التوتر في أوكرانيا أثراً كبيراً، وإن بشكل غير مباشر، على الوضع الإنساني في عدد من الدول العربية.
وتشير تقارير إعلامية، إلى أن المنطقة العربية سوف تتأثر بشدة من الصراع الروسي الأوكراني في مجالات المواد الغذائية والطاقة.
وأوردت تقارير صحفية، أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المنطقة ستتأثر بشكل كبير في حال اندلاع نزاع مسلح في أوكرانيا، إذ سيؤدي وجود أزمة إنسانية في أوكرانيا نتيجة لأي صراع قد يندلع إلى “تحويل التمويل والموارد الطارئة بشكل أكبر نحو أوكرانيا وبعيداً عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
قد يؤدي سيناريو مثل هذا إلى مفاقمة وضع سيء أصلاً، إذ تشير إلى أن عوامل مثل تغير المناخ ووباء (كورونا) أدت إلى “زيادة تعقيد إنتاج المساعدات الإنسانية وإمداداتها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، وتضرب مثال اليمن، حيث تم تمويل نصف خطة الاستجابة الإنسانية فقط في عام 2021م.
في الوقت ذاته، حذّر خبراء من الأثر الذي قد تتركه زيادة الضغط على المساعدات الإنسانية على الوضع في سوريا، كما في دول المنطقة التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين السوررين، والتي قد تواجه مزيداً من عدم الاستقرار “وربما الصراع”.
حيث يعتمد الاقتصاد السوري بشكلٍ كبير على المساعدات الإنسانية وقد تأثر بالفعل بالعقوبات الأمريكية على روسيا، كما تعتمد تركيا ولبنان والأردن اعتماداً كبيراً على المساعدات الإنسانية، وهي مرهَقة للغاية، ويزداد وضعها تعقيداً بسبب الوضع السياسي والاقتصادي المحلي غير المستقر.
وتصبح النتيجة صورة معقدة من التأثيرات، حيث تتداخل القضايا المحلية والصراعات الإقليمية مع الآثار المتتالية لأزمة خارجية مثل أزمة أوكرانيا.
ويفتح هذا الباب، على شرق أوسط أقل استقراراً، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى تدفّق مزيد من اللاجئين إلى أوروبا.