واشنطن تنتقل إلى مرحلة جديدة في التعامل مع السودان
الخرطوم- الصيحة
أكدت المسؤولة الأمريكية السابقة بالبيت الأبيض والحالية بمجموعة الأزمات الدولية سارة هارسون، عدم نية الولايات المتحدة الأمريكية الاستمرار في تجميد الدعم الاقتصادي للسودان. مرجعةً ذلك لعدم إيفاء أحداث الخامس والعشرين من أكتوبر بمعايير الانقلاب العسكري بحسب المادة (7008) من القانون الأمريكي لتقييد الانقلاب.
وقالت سارة بحسب موقع “أوراسيا” إن ما حدث بالسودان لا يعتبر انقلاباً عسكرياً بحسب القانون الأمريكي، وأن واشنطن رفضت تسميته انقلاباً عسكرياً حتى بعد وصفه على نطاق واسع دولياً بذلك.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في رده على الصحفيين حول أحداث 25 أكتوبر إذا ما كانت تعتبرها واشنطن انقلاباً عسكرياً، قال برايس إن الحكومة السودانية المنحلة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لم تكن حكومة منتخبة. مذكراً إياهم بالمادة (7008)، موضحاً أن الوضع الجديد لا يغير في الوضع القائم حول العلاقات الأمريكية بشيء. وأصر برايس على عدم تسمية ما حدث في السودان بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر بالإنقلاب.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون، أن الخطاب الأمريكي تجاه السودان تغيّر بصورة كبيرة عقب زيارة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى روسيا. وهي زيارة أنذرت المجتمع الدولي بأن أسلوب الضغط لا يجدي في ظل تغير موازين القوى العالمية.
وقال الخبراء إن التراجع الأمريكي يؤكد التخطيط الجيّد للحكومة السودانية في الانفتاح على العالم الخارجي وخلق التوازن في علاقات السودان مع الدول العظمى وعدم الارتهان لرؤية آحادية.
وقال الخبير الإعلامي والمحلل السياسي عثمان علي، إن إحساس أمريكا بابتعاد عدد من الدول عن دائرة نفوذها، جعلها تعيد الكثير من حساباتها بعدد من الدول. وأكد أن القراءة الصحيحة لقرار زيارة نائب رئيس مجلس السيادة إلى موسكو بدأت تظهر نتائجها على أرض الواقع، مشيراً إلى أن العالم بدأ يهتم بالأحلاف المتعددة لتفادي أي توتر يصاحب مسار العلاقات مع أحد المحاور.
ودعا عثمان إلى الحرص في العلاقات الخارجية على البحث عن مصلحة السودان أولاً وترتيب الأوراق بما يتماشى مع كل ما يسهم في استقرار ونماء البلاد بعيداً عن الأجندة المشبوهة والخضوع للغرب بدون رؤية واضحة حتى لا نحصد السراب.