28فبراير2022م
وهو مقال متعلق بتفوق الصين على الولايات المتحدة الأمريكية، وكتب هذا المقال الكاتب الصحفي (برونو غيغ) وترجمه الأستاذ علي إبراهيم وهو مقال مهم جداً لأنه يوضح أين تقف أمريكا الآن من الصين، ولماذا تتفوق الصين عليها قريباً، بل هي آيلة للسقوط والانهيار.. الى نص المقال:
هل وصلنا الى اللحظة الفاصلة التي بدا فيها الشك يساور القوى العظمى المتداعية الى السقوط، حيث قامت الصحافة الأمريكية للتو بنشر ما قاله الرئيس السابق جيمي كارتر لدونالد ترامب خلال لقائهما الأخير، كان ساكن البيت الأبيض قد دعا الرئيس جيمي كارتر ليحدثه عن الصين.
وقد أورد جيمي كارتر محتوى اللقاء بشكل علني خلال جمعية عمومية معمدانية في جورجيا وأن ما قاله نفيس للغاية (أنت تخشى أن تسبقنا الصين وأنا اتفق معك، ولكن هل تعرف لماذا الصين في طريقها لتجاوزنا؟ لقد قمت أنا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع بكين سنة ١٩٧٩م، منذ ذلك التاريخ هل تعلم كم عدد المرات التي خاضت فيها الصين الحرب ضد أي كان؟ ولا مرة).
أما نحن فقد بقينا في حالة حرب دائمة، الولايات المتحدة هي البلد الأكثر ولعاً بالحروب في تاريخ العالم، لأنها ترغب بفرض القيم الأمريكية على البلدان الأخرى، بينما تستثمر الصين مواردها على السكك الحديدية للقطارات فائقة السرعة بدل تخصيصها للنفقات العسكرية.
كم كيلو متر للقطارات الفائقة السرعة لدينا في بلدنا؟ لقد بددنا 3000 مليار دولار على النفقات العسكرية، أما (الصين) فلم تبدد دولاراً واحداً على الحروب، لذلك هي تتفوّق علينا في جميع المجالات تقريباً، ولو أننا أنفقنا3000 مليار دولار على البنية التحتية الأمريكية لكان لدينا سكك حديدية للقطارات فائقة السرعة وجسور لا تنهار وطرق تتم صيانتها بشكل صحيح، كما أن نظامنا التعليمي يصبح جيداً مثل نظيره في كوريا الجنوبية او هونغ كونغ.
إنه أمر ذو دلالة كبيرة عن طبيعة السلطة في ذلك البلد أن لا يخطر هذا التفكير السليم أبداً في بال مسؤول أمريكي أن وضع العلاقة المرضية مع العنف المسلح موضع السؤال هو أمر صعب بالتأكيد لدولة تبلغ نسبة نفقاتها العسكرية ٤٥% من الانفاق العسكري العالمي، ولديها ٧٢٥ قاعدة عسكرية في الخارج، ويتحكم صانعو الأسلحة فيها (بالدولة العميقة) ويحددون السياسة الخارجية المسؤولة عن 20 مليون قتيل منذ ١٩٤٥م، وفي هذا الصدد يقول مارتن لوثر كينغ ان حرب فيتنام هي أحد أعراض المرض الذي يضرب الذهنية الأمريكية التي تقوم على دعائم ثلاث هي: العنصرية والمادية والعسكرية.
ولكن هذه المسألة تمس المستقبل بشكل خاص، هل حكم على الولايات المتحدة بسبب خطأ قادتها أن تعرف ذات المصير الذي عرفته تلك الإمبراطوريات التي باتت بسبب طموحاتها المنفلتة من كل عقال والتي اختنقت بالمعنى الحرفي بسبب الوزن الباهظ لنفقاتها العسكرية، في نهاية ولايته سنة ١٩٥٩م أدان ايزنهاور المجمع العسكري الصناعي الذي وضع عبئاً ثقيلاً على المجتمع الأمريكي ولم يكن ايزنهاور مثله مثل دونالد ترامب أو باراك أوباما مهتماً بمصير الشعوب الجائعة والتي تعرضت للغزو والقصف على يد العم سام باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنه مثل جيمي كارتر اليوم استشعر بدون شك أن سباق التسلح سوف يكون السبب الرئيسي لسقوط الإمبراطورية الأمريكية.