عقب ظهوره علناً .. صلاح “قوش”.. هل يرمم قاربه للعودة؟!
تقرير: نجدة بشارة 27فبراير2022م
أثار الظهور الثاني والعلني لمدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الأسبق صلاح عبد الله المعروف بـ”صلاح قوش”، بالقاهرة الجمعة، لدى زيارته لبعثة المريخ المقيمة منذ فترة بالقاهرة في هذا التوقيت، وذلك بعد ظهوره الأول في مناسبة اجتماعية سابقة، جدلاً واسعاً في الأوساط السودانية بعد فشل السلطات في إلقاء القبض عليه عبر الانتربول.
وتلاحق السلطات السودانية، صلاح عبد الله “قوش” عبر البوليس الدولي “الانتربول” منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير دون جدوى.
جدل جديد
فيما كشفت وسائل إعلام سودانية، عن زيارة “قوش” لبعثة فريق المريخ السوداني بمقر إقامة البعثة بفندق راديسون بلو بالعاصمة المصرية القاهرة.
وقالت إنه التقى رئيس النادي حازم ونائبه الأول محمد سيد أحمد الجكومي، والبعثة الإدارية والفنية، بصفته عضو مجلس الشرف المريخي السابق.
وذكرت بأن قوش أكد مؤازرته ودعمه للمريخ في البطولة الأفريقية والمحلية، وطالب الفريق ببذل كل الجهد حتى ينال إحدى بطاقتي التأهل في البطولة الأفريقية، وتمنى لهم التوفيق في مسيرتهم الأفريقية.
وكانت الحكومة الانتقالية السابقة قد ذكرت انها خاطبت القاهرة لأجل تسليم قوش، إلا أن القاهرة ردت بعدم وجوده على أراضيها.
وفي السياق، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً بسبب ظهور “قوش” بعد اختفائه عن الأنظار لقرابة السنوات الثلاث منذ سقوط النظام البائد في 11 ابريل 2019م ، وطيلة فترة اختفائه، ظل “قوش” مثيراً للجدل لا سيما وان الشارع السوداني ومعظم المحللين تداولوا الدور الكبير الذي لعبه قوش في الإطاحة بحكم البشير كون انه مهد لدخول الثوار للقيادة.
هل يبتعث قوش؟
وعقب ظهوره، تساءل مراقبون عن إمكانية ابتعاث قوش كلاعب سياسي وامني متمترس على المشهد السوداني، لا سيما بعد وجوده في جمهورية مصر (القاهرة) ، وظهوره علناً بعد حل حكومة حمدوك السابقة ، والتي سبق لها مخاطبة القاهرة .. تسليم قوش عبر الانتربول، ونفت الأخيرة وجوده في أراضيها. وهل في ظل التقارب بين المكون العسكري والقاهرة، اراد قوش بظهوره في العلن ان يرسل رسائل.؟
عقارب الزمن لا ترجع
وفسر عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، ظهور “قوش” بصورة علنية لقربه من (المكون العسكري )، مشيراً الى انه أمرٌ طبيعيٌّ في وقتٍ كل الفرضيات تشي بعودة النظام القديم.
وقال خلف الله في تصريحٍ خاصٍ لـ”الصيحة” اعتقد بعزيمة وارادة الشعب السوداني لن ترجع عقارب الزمن للوراء، ولن يكون لـ”قوش” اي دور او مستقبل في السودان.
واوضح أن قوش رغم الانتهاكات والبطش التي مارسها، عبر إدارته السابقة لجهاز الأمن، إلا أنّ إرادة الشعب استطاعت أن تسقط نظامه.
دلالات ومعانٍ
وفسّر محللون على منصات رصدتها (الصيحة) ان ظهور قوش ذو دلالات ومعانٍ، وان كرة القدم ليست بعيدة عن مسرح السياسة، والمسألة لم تعد مباراة كما يسميها الناس هلال ومريخ. بل أن ملاعب الفرق الرياضية تحولت إلى طاولة علاقات عامة للنفاذ إلى المجتمع السوداني بحكم أن كرة القدم لها جماهير لا يُستهان بهم.
وقالوا إن ما حدث مع الفريق صلاح قوش ليس هو زيارة عادية لبعثة فريق المريخ، أو محاولة للفصل ما بين هو رياضي وما هو سياسي، فمصر تضع قيوداً على الذين تستضيفهم على أراضيها ولا تسمح لهم بممارسة اي نوع من النشاط، والفريق الرياضي (الزائر) يعرف تماماً تاريخ قوش.
ولكن قرار الزيارة كان بيد الإدارة والتي هي تجنح للسياسة أكثر من الرياضة، والجنرال قوش ذهب ليس من أجل دعم بعثة المريخ والاطمئنان على وضع الفريق، بل ذهب بتنسيق مصري سوداني لتهيئة عودته للسودان، وذهب وهو يبحث عن مكان لنفسه ويبني قارب العودة…
بينما فسر القيادى بالمجلس المركزي لقِوى الحرية والتغيير، ورئيس حزب البعث التجاني مصطفى في حديثه لـ(الصيحة)، ظهور صلاح قوش في محفل عام، يتمتع “قوش” بكامل الحرية في التحرك داخل القاهرة ، رغم ان هنالك اوامر قبض صدرت ضده عبر الانتربول ووزعت النشرة الحمراء، وأردف: بالتأكيد حكومة القاهرة تعلم مسبقاً وجوده، وقال في ظل الظروف السياسية الأخيرة والأزمة لا استبعد عودة صلاح قوش الى المشهد، واردف ظهوره مؤشر قوي للعودة الى المربع الأول وان عودة النظام البائد قاب قوسين.
وبين هذا وذاك.. تظل التساؤلات مطروحة الى ان تجيب عنها مقبل الأيام.. عن فرص ابتعاث الجنرال صلاح قوش من مخبئه إلى ساحة الملعب السياسي مجدداً؟ وهل قرارات البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر قد جبّت ما قبلها.. بخصوص أوامر القبض الصادرة بحقه، وبات الجنرال يبني قارباً للعودة، أم أن صلاح قوش مازال مطلوباً لدى السلطات السودانية والقبض عليه مسألة وقت..؟