يس إبراهيم الترابي يكتب :مبادرة عوافي تعتني بمعافاة الشباب من تأثير المخدرات والإدمان
27فبراير2022م
الصدفة وحدها قادتني لحضور جزء يسير من زمن برنامج مبادرة عوافي لمكافحة المخدرات والإدمان بقاعة سر الختم الخليفة بوزارة التربية والتعليم الاتحادية ، وقد أفردت وأوردت خبرا مصحوباً ببعض الصور والفيديوهات عن هذا البرنامج الخلوق الذي يرعاه نائب رئيس مجلس السيادة وقد شرفه بالحضور والمشاركة بالحديث الأستاذ محمود سر الختم الحوري وزير التربية والتعليم المكلف.
وقد تلقيت دعوة كريمة من إحدى زميلاتي وهي عضو بمبادرة عوافي لحضور تدشين الحملة القومية الكبرى لمكافحة المخدرات وعلاج الإدمان الذي نظمته وأقامته مبادرة عوافي بقاعة الصداقة بالخرطوم يوم الثلاثاء الموافق الثاني والعشرين من شهر فبراير من العام ٢٠٢٢م تحت شعار(سودان خالٍ من المخدرات وشباب محصن من الإدمان) بتشريف ورعاية نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع سعادة الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وقد حضر وشرف برنامج التدشين ضيوف من داخل السودان وخارجه خصوصا الدول العربية، وشهدته حشود ضخمة وغير مسبوقة وكتل بشرية لم تستقبلها قاعة الصداقة من قبل امتلأت بها جنبات القاعة الكبرى على سعتها مما اضطر البعض للوقوف على أرجلهم ولم يجد البعض الآخر موطئ قدم فتابعوا فقرات البرنامج من خارج القاعة ، وهذا كله يدل على اهتمام المجتمع السوداني وشعبه الكريم الأبي بمسألة المخدرات وخطورتها وتجاوبهم الكبير مع مبادرة عوافي في سعيها الدؤوب في هذا المضمار واعتنائها بعافية الشباب من تأثير المخدرات.
ينبغي أن تصل أهداف ومقاصد هذه المبادرة الطموحة إلى جميع الولايات والمحليات ووحداتها الإدارية والأسر والبيوت، وأن تجد الدعم والتأييد والمساندة من كافة كيانات الشعب السوداني ومكوناته المختلفة ومنظمات المجتمع المدني، وأن تستغل كل المنابر في المساجد والمسارح والمدارس والأندية الرياضية والثقافية لأن المخدرات قد استشرت بصورة مخيفة تقتضي مواجهتها بتوحيد جهود كل فئات المجتمع السوداني الرسمية والشعبية.
لقد سعدت كثيرا أن يكون لقوات الدعم السريع مثل هذه الأدوار الاجتماعية والتعليمية والصحية التي أضافتها إلى اهتماماتها بالجوانب الأمنية وحماية حدود الوطن من المخاطر ، وها هي تجتهد لكي تبعد الشباب من المخاطر الداخلية المتمثلة في الظواهر السالبة مثل المخدرات والإدمان والخمور وغيرها من مخلفات الذين يسيئون الظن بثورة ديسمبر المجيدة ويعتقدون أن الحريات التي يدعون لها تجعل الشباب يتعاطى مثل المؤثرات العقلية بداعي الحرية الشخصية.
وهم من باب درايتهم أو عدمها أن المخدرات من المدمرات لمستقبلهم المحطمات لأسرهم والمثبطات لجوانب تنمية وطنهم ، ولكن هيهات لهم بوجود مثل هذه المبادرة الراقية والواعية من قوات الدعم السريع وغيرها من القوات النظامية الأخرى والمنظمات التي تهتم معها بمكافحة المخدرات، فشدوا المآزر وضيقوا الخناق على طرق انتشارها.
نشيد بمبادرة عوافي لمكافحة المخدرات والإدمان الهادفة ذات الأهمية القصوى والأثر الطيب التي تسعى لتنظيف مجتمعنا من بؤر المخدرات وكل ما يؤثر في هدر طاقات الشباب وسحل أذهانهم وفقدانهم الوعي بتصرفات بعضهم التي باتت بائنة للعيان مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر ، وللأسف الشديد هنالك من يقود هؤلاء الشباب نحو تعاطيها بترويجها بينهم ويعملون بقوة لإدمانهم لها حتى يستغلوهم لمآربهم النتنة الدنيئة في الأرباح الفاسدة وجوانب التكسب المادي الرديئة وهناك أصحاب النوايا للوصول لكراسي السلطة والحكم عبر ذلك.
لا بد من تضافر الجهود لمجابهة خطر المخدرات، وأن تكون هنالك حصص في المدارس خاصة بتوعية التلاميذ والطلاب وتبصيرهم بخطورة المخدرات ، ويا حبذا لو قمنا بتأليف منهج خاص بهذا الأمر، وعلى الإخوة في مبادرة عوافي أن تواصل في هذا الدرب الوعر وأن تضع البرامج الحصيفة التي تجعلها تواجه هذه الحملات المسعورة نحو تدمير الشباب بالمخدرات ، وأن يتوقعوا أن يجدوا معارضة قوية وهي تحارب مثل هذا الداء اللعين الذي تشربه الشباب دون إدراكهم لمصائره.
وأختم مقالي الأول هذا عن مبادرة عوافي لمكافحة المخدرات والإدمان بمناشدة ودعوة أئمة المساجد وخطبائها أن يستغلوا منابرهم لتعضيد جهود هذه المبادرة بالإرشادات الدينية والاستشهادات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي نادت ووجهت بأن يهتم المسلم بصحته وألا يورد نفسه موارد الهلاك كقوله تعالى (ولا ترموا بأيديكم إلى التهلكة) وقوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف) والقوة تشمل الأبدان والقلوب والنفوس والأرواح والمشاعر والعواطف وغيرها.