دقلو في روسيا.. فوائد كبيرة ومخاوف مزعومة
الخرطوم- الصيحة
بدأ نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، تزامناً مع زيارات أخرى لأعضاء بمجلس السيادة تهدف إلى إحداث اختراقات في مسار العلاقات على المستويين الإقليمي والدولي وإعلان عودة السودان إلى دوره الطليعي في حلحلة الإشكالات والمشاركة في الملفات المهمة بالقارة الأفريقية والعالم.
ووصل عضو المجلس مالك عقار، إلى جمهورية الكنغو الديمقراطية، للمشاركة في مؤتمر قمة آلية الرقابة الإقليمية لإطار أديس أبابا للسلام والأمن والتعاون لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة. كما وصل عضو المجلس الهادي إدريس إلى جمهورية النيجر للمشاركة في الندوة رفيعة المستوى، تحت عنوان: (تحديات منطقة الدول التي تمر بمرحلة إنتقالية، النيجر، ليبيا، تشاد والسودان).
وحمل عضو المجلس إبراهيم جابر، رسائل من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى رؤساء كل من المغرب وموريتانيا والسنغال.
ورغم أن زيارات أعضاء المجلس أتت في توقيت متقارب، إلا أن التركيز الإعلامي انصب بصورة كبيرة على زيارة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو إلى روسيا، وذلك لعدة أسباب أبرزها المخاوف الدولية من التقارب بين الخرطوم وموسكو الذي يحرك ملفات يراها البعض أنها تتقاطع مع مصالحهم الإستراتيجية في السودان والقارة الأفريقية ككل.
وصاحبت زيارة دقلو الكثير من التكهنات والأخبار والأحاديث المفبركة التي بثتها وسائل إعلام وحاولت عبرها تصوير الزيارة بأنها غير مناسبة في هذا التوقيت الذي يهتم فيه العالم بالأزمة الروسية الأوكرانية، وإصطفاف الدول في معسكرين ما بين مؤيد ومعارض. إلى جانب تأثير الزيارة (حسب وصفهم) على طبيعة العلاقات بين الدول الغربية والخرطوم.
ونفت السفارة السودانية بموسكو الخبر الذي تم تداوله على بعض وسائط التواصل الإجتماعي والذي يدعي إدلاء دقلو بتصريح يعلن فيه تأييد السودان لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإعتراف بسيادة كل من دونيتسك ولوهانسك. وقالت السفارة أن النائب الأول لم يدل بأية تصريحات لأي وسيلة إعلامية حول أي موضوع كان على الإطلاق، وأن ما تم تداوله من إدعاءات في هذا الصدد لا تعدو كونها محض تلفيق وإختلاق لا أساس له من الصحة.
وقال خبراء ومحللون سياسيون، إن زيارة دقلو إلى روسيا تم الإعلان عنها قبل تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية، وهي زيارة رسمية ومجدولة قبل وقت طويل. كما تبدو الزيارة من خلال الوفد المرافق لنائب الرئيس أنها إقتصادية في المقام الأول، وتبحث عن مخرج للأزمة بعد أن أوقف المجتمع الدولي الدعم ولوح بالتهديد والعقوبات. وأكد الخبراء أن الزيارة تسعى إلى خلق التوازن في العلاقات الخارجية وإيجاد منافذ أخرى حال إستمر المجتمع الدولي في الضغط على السودان.
وأكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن، أن انفتاح السودان على الخارج مطلوب في هذه الفترة، خاصة وأنه يمر بمرحلة إنتقالية تعترضها الكثير من العقبات. وأضاف خالد أن زيارة دقلو إلى روسيا لا تعني بالضرورة إنحياز السودان إلى المعسكر الشرقي بصورة كاملة، لكنه يبحث عن كل ما يفيد الشعب السوداني ويحقق له الإستقرار والتطور المنشود.
وقال خالد إن الوفد المرافق لدقلو يضم وزير المالية جبريل إبراهيم ووزير الزراعة والغابات أبوبكر عمر البشرى ووزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود ووزير المعادن محمد بشير عبد الله أبو نمو، ورئيس إتحاد الغرف التجارية نادر الهلالي. وهم معنيون بصورة كبيرة بإدارة الملف الإقتصادي في السودان، ولا يخفى على أحد الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها البلاد، وربما تشهد الزيارة توقيع عدد من الإتفاقيات التي تعود بالنفع على شعبي البلدين.