إيقاف التمويل عن السودان.. العصاة والجزرة
تقرير: عوضية سليمان 25فبراير2022م
أعلنت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، قطع كل التمويل عن حكومة السودان وقالت باور، في تغريدة على “توتير” ، امريكا قطعت كل تمويل عن حكومة السودان.
التهديد الامريكي بقطع المعونات والاعانات عن السودان ليس بالشئ الجديد، وكانت الولايات المتحدة الامريكية جمدت مبلغ الـ(700) مليون دولار عن الحكومة كعقوبة بعد الإجراءات الاخيرة التي اتخذها رئيس المجلس السيادي الفريق اول عبد الفتاح البرهان. تخوف البعض من الخطوة باعتبار انها تزيد الوضع سوءا على ما هو عليه الآن، فيما قال البعض إن المتضرر ليس الحكومات، وانما الشعب السوداني، وان المعونة الامريكية تقدم دعماً تنموياً للدولة، وبالتالي كيف يؤثر القرار على الوضع الراهن بالبلاد؟
تغييرات بالقوة
سبق وان قالت الخارجية الأمريكية “حذرّنا مراراً، فإن أيّ تغييرات بالقوة للحكومة الانتقالية تعرّض المساعدة الأمريكية للخطر. ولذلك، وفي ضوء هذه التطورات الأخيرة في السودان، فإنّ الولايات المتحدة تعلن إيقاف تسليم 700 مليون دولار من صناديق الدعم الاقتصادي الطارئة إلى السودان على الفور، والتي كانت تهدف إلى دعم التحول الديمقراطي في البلاد، بينما نقوم بتقييم الخطوات التالية”. ولفتت الخارجية الأمريكية إلى أنّ الولايات المتحدة تؤيد بقوّة مطلب الشعب السوداني بالانتقال إلى الديمقراطية بقيادة مدنية، وقالت نحن نعمل بشكل وثيق وعلى أساس عاجل مع شركائنا لرسم نهج دبلوماسي مشترك لمعالجة هذه الإجراءات ومنعها من أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في السودان والمنطقة، ودعا مسؤولي الأمن الكف فوراً عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين.
ضغط
ويقول السفير الدبلوماسي الرشيد أبو شامة بعد إجراءات 25 من اكتوبر اوقفت امريكا كل الدعم عن السودان، بالتالي الحديث ليس اجراءً جديدا. واذا كان هنالك جديد هو نوع من الضغط في ظل وجود المبعوث الأممي فولكر. وقال لـ(الصيحة) امريكا في ظل الحكم العسكري لن تأتي بالدعم للسودان إلا في ظل وجود الحكم المدني. ورأي ان مبلغ الـ( 700) مليون دولار التي تم تجميدها كانت تدعم ميزانية الدولة ولذلك تجميد المبلغ أدى بالحكومة ان تتخذ اجراءات اقتصادية بزيادة البترول والكهرباء، بالتالي الباب الوحيد المفتوح بأن نعود الى الحكم المدني. اي الحل في ارجاع الحاكم المدني. ولعل هذا ليس سهلا انما يحتاج الى اتفاق من الجميع في قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين بأن يتنازل البرهان عن السلطة . وقال انه مستعد لذلك اذا اتفقت القوى السياسية وكانوا على قلب واحد.
نوع جديد
واكد أبو شامة ان التهديد بقطع التمويل نوعٌ جديدٌ من ممارسة الضغط على الحكومة لإصلاح الوضع الداخلي. ولكن تحتاج امريكا الى توضيح موقفها وتوضيح الاسباب وهو امر مفيد حتى داخل الولايات المتحدة الامريكية على مستوى الرأي في السودان او امريكا ودول الاقليم, بأن الغرض من القرار ممارسة الضغط على الاطراف حتى تعدل الحكومة من موقفها. امر آخر ان الموقف الامريكي مسألة اعلامية لان امريكا بوقف المعونة كأنما تمارس ضغطاً على الحكومة. ولكن هنالك تأثير ايجابي داخل القوات المسلحة والسلطة العسكرية الحاكمة. وقال من الممكن ان يعرف انه ليس هنالك اي مساعدات وحتى الآن لم تكن هنالك ميزانية رغم الزيادات التي طالت في بعض السلع. الآن المواطن يصرخ وهنالك مشاكل في الزراعة بالتالي وقف التمويل عن السودان بالضرورة له تأثير كبير.
أجندة واضحة
ويرى المحلل السياسي عبد الرحمن ابو خريس لـ(الصيحة) ان امريكا لديها اجندة واضحة في السودان. في البداية كانت في صالح التحول الديمقراطي, وخلال فترة ما بعد ثورة ديسمبر، كانت هنالك رغبة كبيرة بأن السودان يمشي في اتجاه التحول الديمقراطي, لكن المؤسف ان امريكا اوقفت التمويل ليس من اجل التقييم الصحيح لفترة (25) اكتوبر, وانما بسبب الصراع بين المدنيين والعسكرين حول الفترة الانتقالية، مبينا ان ما تم من اجراءات ليس كما يسميه البعض انقلاباً عسكرياً. مما ادى الى تصعيد الوضع في السودان. كذلك ليس هنالك انقلاب عسكري بعينه, انما شركاء الفترة الانتقالية تصارعوا، وبالتالي الامريكان بنوا دعمهم للسودان على ذلك. وهذا توقيت خاطيء والسودان كان محاصرا 30 سنة، لذلك امريكا تبحث الآن عن تحول ديمقراطي بفهمها هي, واصبح هذا الفهم للادارة الامريكية ان تتبنى هذا الخط من التصعيد ضد الحكومة السودانية.