ياسر زين العابدين المحامي يكتب : مقاربة ومفارقة!!!
25 فبراير 2022م
الطاغية البشير رقى الفاتح عروة بعد
إحالته للمعاش…
أعاده للخدمة بالقوات المسلحة برتبة فريق أول…
أذيع الخبر بنشرة التاسعة مساءً…
بذات النشرة أحاله للتقاعد ….
الإحالة منحته رتبة مشير….
الرتبة هذه امتيازاتها المالية مكلفة ومدى العمر…
إهدار بسفه لمال الغبش…
لم تك هناك حاجة لهكذا ترقية إنما تقديراتها خاطئة…
ترقية وإحالة للتقاعد بنشرة التاسعة…
هي سوء إدارة لكأن الطاغية يتصرف بملكه الخاص…
بذات الفهم قرر إعادة عبد الرحمن المهدي برتبة عقيد ركن…
يقال الإعادة فيها إفادة فهل كانت كذلك…
فقد كان برتبة ملازم….
ذات الظروف التي اقتضت إعادته تنطبق على الآخرين…
لكن الآخرين لا سند لهم بهذا الزمن
اللئيم…
قسمة ضيزى بزمن القهر والصمت المهين…
الإنقاذ لا تعوزها التبريرات…
فكرت ثم قدرت وأمرت وقالت…
مقدرة بن المهدي على العطاء عالية…
القرار عندهم خطوة صحيحة…
تسمح بإعادة من على شاكلته للخدمة وعودهم سراب بقيعة يحسبها الظمآن ماء…
فما عاد من على شاكلته البتة…
أنصاري قال متأثراً ليت لعبد الرحمن قلب مثل قلب شقيقته مريم…
لو كان كذلك لاختلفت الأمور كثيراً…
ما وجه الشبه والاختلاف بين قلبيهما
الإجابة عند القارئ…
اللواء مساعد رئيس الجمهورية صمت
عند اعتقال والده وسارة…
وعند اعتقال الصديق ومريم…
وعند اعتقال الغبش ومهانتهم ومعاناة المتظاهرين والقتل خارج القانون…
كان لديه متسع من الزمن لينصح…
بإمكانه النأي بالنفس أو الاعتراض بقلبه وهذا أضعف الإيمان…
لكن بهرته السلطة شدته إليها ووقع بحبالها أسيراً…
غاية الأمر لا مسوغ للصمت المخزي لأنه قمة السقوط…
لقد استمر بكنف الإنقاذ تهين وتغالب
الشعب…
ففارقته السلطة ضحى بعيد الثورة…
والعناوين تطلق على المسميات ومن خلالها يتم التعرف…
الشجاعة يتصور معها صفة حميدة هي الحق…
ونكران الجميل يتصور معه صفة ذميمة هي الجحود…
صفات اندرج تحتها ألف وصف…
المشاركة لا يلغيها اعتذار…
العلاقة المتوترة مع الأمس لا سبيل لتجاوزها…
فكلها إرث مخازيه مستمرة للأبد…
التنكر للماضي لا يعني وعي الحاضر…
واليوم يقف بين الأمس والغد…
ونعقد المقاربة والمفارقة بوضح النهار
بين من عاش في ترف القصر…
وحظي بالترقيات وعظمة السلطة…
وبين من ظلم وحرم من حقوق كفلها الدستور…
وزج بالمعتقلات وذاق الويل والثبور…
شتان بين من تقلب في وثير السلطة
وبين من تلظى بنارها…
بين من باع واشترى برخيص…
وبين من دفع الثمن لمواقفه النضالية..
وبين من يدعي النضال ويزحف على بطنه نحو بهرج السلطة…
ليتمرغ في نعيمها ويلهف من مالنا
مقابل ادعاء أجوف…
(مالكم كيف تحكمون)
(الصيحة)