25 فبراير2022
مهاتفة من شمو..
ومضمونها؛ فلسفة…. صحافة…. مواقف…. أنيس منصور… وبعضٌ من عتاب..
ومهاتفة من بشير آدم رحمة..
ومضمونها؛ فلسفة… ملل… صحافة… علم نفس… حسن الترابي..
وما يجمع بين المهاتفتين هاتين – من تقارب زمني… ومضموني – تصادفٌ عجيب..
فالمهاتفة الأولى كانت يوم نشر كلمتنا باسم (مواقف)..
وفيها يُقارن خبيرنا الإعلامي الشهير – علي شمو – بين أسلوبنا ومدرسة أنيس منصور..
وهي مجاملةٌ – من ذوقه – تُسعد… ولا تُرفض..
ويكشف عن معلومة أعرفها عنه لأول مرة… وهي أنه كان قريباً من أنيس هذا لسنوات..
يجالسه في مطعمٍ أثير عنده بشارع النيل..
ويتجاذبان أطراف الحديث… والنكات… والسمك؛ رغم ظني بأن مضيفه هذا كان نباتياً..
أو ربما كان السمك فقط هو ما يحلله لنفسه من لحوم..
أما العتاب فيعود إلى حادثة قديمة..
وفحواه أنني هاجمت وفداً – كان هو فيه – سافر للقاهرة باسم الصداقة السودانية المصرية..
وقال إن كل الوفد غضب… وعلى رأسه أحمد عبد الرحمن..
أما هو – ويمضي في حديثه ضاحكاً – فقد قاطع زاويتنا حيناً… إلى أن سكت عنه الغضب..
وختم بما يراه تمازجاً طريفاً بين الفلسفة والصحافة..
وبالذي ختم به هذا استهل القيادي (الشعبي) – المعروف – بشير رحمة مهاتفته معي..
وتحسر على عدم تدريس مادة الفلسفة في مدارسنا..
أو بالأصح انقطاع تضمينها في المناهج الدراسية… فقد كانت مقررة علينا في الثانوي..
هي وشقيقها – أو المكمل لها – علم النفس..
وقد أشرت – مرةً – إلى فضل نظريةٍ فرويدية في تخليصي من كابوس (ذات الرداء الدموري)..
وللأسف فإننا نفتقر إلى مدرسة التحليل النفسي في بلادنا..
وهي التي تقود – عبر تداعي المعاني – إلى البحث عن أصل المشكلة النفسية؛ تاريخياً..
فما كل الأزمات النفسية تُعالج بالعقاقير الطبية..
كما لا تُعالج أزمتنا في التصنيف السياسي – انطباعياً – إلا بجرعات من المنطق الفلسفي..
فالانحياز إلى الحق هو هدفٌ في حد ذاته..
بغض النظر عما إن كان الحق هذا يُغضب فئةً بعينها… ويُفرح أخرى… ويُحيِّد ثالثة..
ومن هنا تنبع أهمية الفلسفة؛ فشعارها: الحق… والخير… والجمال..
والفيلسوف البريطاني رسل يحكي عن واقعة تجسد هذا الشعار فعلاً على أرض الواقع..
ومسرحها قاعة الفلسفة بجامعة كمبردج… حيث كان يدرس..
قال إن زميله النابغة ماكتجارت أبدى – ذات محاضرة – ملاحظة لأستاذ المنطق الرياضي..
وكان أستاذاً مخضرماً… وفيلسوفاً… ومهيباً..
فوجم الأستاذ – يقول رسل – برهة من الزمن… ثم قال لطلابه: ما ذكره زميلكم هذا (حق)..
واعتذر عن تدريسه غير (الحق) هذا لأكثر من عشرين عاماً..
والآن – ورغم كل الذي أفضنا فيه – فإن من قراء كلمتنا هذه من ستغلب عليه آفة الانطباعية..
وسيبدأ أولاً – وقبل كل شيء – بالمهاتفَين هذين..
فأولهما مايوي – سيقول – وثانيها إنقاذي ؛ وثالثهما نفسه – أي شخصي – في موضع اتهام..
وجراء (الحق) هذا – والمنطق الفلسفي – بت لا أعرف من أنا..
فأنا تارة شيوعي… وتارة أخرى علماني… وتارة ثالثة إسلامي… وتارة رابعة (كوز مندس)..
فنحن لم نعتد على آراء تنشد الحق… كل الحق… ولا شيء غير الحق..
ولم نعتد – كذلك – على أن ننظر إلى مثل هذه الآراء بمنظار الحق… بعيداً عن أي انتماءات..
وقديماً قيل: الحق لم يُبق لي صديقاً..
و(إدمان) الحق جعلني أكاد أصرخ مع (مدمن) تظاهرة قصر الاتحادية المصري ذاك ..
فهو – كما ظهر أمام الكاميرات – كان (محششاً)..
ووجد نفسه – أو أوجدته نفسه – في خضم تلكم المظاهرة المنادية بإسقاط محمد مرسي..
أصرخ معه: إنتو مين؟….. وأنا فين؟..
ومين أنا؟!.
يُعاد نشره