الهادي إدريس: الفشل في إدارة التنوع يعني انهيار كل منظومة الانتقال
نيامي- الصيحة
أكد عضو مجلس السيادة الإنتقالي د. الهادي إدريس يحيى، أهمية مجابهة تحديات عمليات الانتقال في منطقة دول الساحل والصحراء ومن بينها تحدي إدارة التنوع البشري في هذه الدول وكيفية إدارة مواردها الطبيعية، وأوضح أن الفشل في إدارة التنوع يعني إنهيار كل منظومة الإنتقال.
وخاطب إدريس بمدينة نيامي بجمهورية النيجر اليوم، الندوة رفيعة المستوى حول التحديات المشتركة التي تواجه عمليات الانتقال في دول منطقة الساحل والصحراء (السودان وتشاد والنيجر وليبيا نموذجا).
وشدّد على أهمية وجود مشروع وطني جامع تتم في إطاره معالجة مثل هذه التحديات وذلك لتحقيق الانتقال المطلوب وبناء دولة الحكم الرشيد، وقال إن التحدي الآخر الذي يواجه عمليات الانتقال يكمن في الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تعيق الانتقال بزعزعة الأمن والاستقرار، وتشكِّل مهدداً للأمن والسلم، ليس في الإقليم فحسب، بل على المستوى الدولي.
وأكد إدريس، أن معالجة قضايا النازحين واللاجئين وقضايا ملكية الأراضي والحواكير تعد من التحديات الجوهرية التي تجابه عمليات الإنتقال، فضلاً عن قضايا المحاسبة والمساءلة والتعويضات وجبر الضرر للذين تأثروا بالحروب والنزاعات في هذه الدول.
وأوضح إدريس أن السودان استطاع من خلال إتفاقية جوبا للسلام، أن يراعي كل هذه الجوانب من خلال تضمين الإتفاقية لسبع بروتوكولات، تتمثل في وقف إطلاق النار وقضايا النازحين واللآجئين والأراضي والحواكير والعدالة الإنتقالية والتعويضات وجبر الضرر وتطوير قطاع الرحل والرعاة بجانب تقاسم الثروة والسلطة، وقال إن السودان من واقع تجربته العملية توصل إلى أن من أكبر تحديات الإنتقال هو ضعف الدعم الخارجي حيث يتفاعل المجتمع الدولي بصورة إيجابية أثناء التفاوض، ولكن بعد توقيع إتفاق السلام والدخول عملياً في التطبيق برز تحدي ضعف وغياب الدعم الخارجي واشار الى أن التجربة السودانية أكدت بوضوح أنه ليس هناك سلام بدون ديمقراطية وليس هناك ديمقراطية بدون سلام.
وذكر إدريس أن من أبرز تحديات الانتقال، إصلاح قطاع الأجهزة الأمنية وفق المعايير المفضية لخلق جيش قومي موحد ذو عقيدة قتالية وطنية وذلك من خلال تنفيذ الترتيبات الأمنية المتفق عليها في هذه الدول.
يذكر أن ندوة نيامي، والتي ينظمها مركز الاستراتيجيات والأمن لمنطقة الساحل والصحراء S4، ومنظمة بروميديشن تحت عنوان “تحديات منطقة الدول التي تمر بمرحلة انتقالية، النيجر، ليبيا، تشاد والسودان”، وتستمر جلساتها لمدة يومين، تهدف لتطوير تفكير نقدي حول التحديات المشتركة التي تواجهها دول المنطقة وجهود التعاون الممكنة مع التركيز على الديناميكيات الخاصة بالمنطقة الهشة عبر الحدود بين (ليبيا، السودان، النيجر وتشاد).