23فبراير2022م
كتب الأستاذ الصادق الرزيقي، مقالاً غاية الأهمية لما جاء فيه من معلومات حول ثورة أبريل ٢٠١٩م، هذا نصه:
(أما وقد أناخ الغبار بعيره ووضع خطامه ونزع عن المشهد السياسي لثامه وتكشف المخبوء وبان ما تحت الدسور وما وراء الستور، فإن علينا النظر الى ما حدث في ١١ أبريل ٢٠١٩م من زاوية مباشرة وواضحة دون التخفي ما وراء التبريرات اللزجة والتأويلات السمجة، فما حدث من اللجنة الأمنية ليس خيانة للرئيس البشير وحده ونظام الإنقاذ، بل خيانة لعهد وتجربة الحركة الإسلامية الممتدة لما يزيد عن ثمانين عاماً من الجهد والجهاد والاجتهاد وخذلان لمشروعها الوطني الذي التف حوله الشعب السوداني وتجذّر في المجتمع وكسبت به خلال مسيرتها الطويلة الحلفاء السياسيين والمناصرين وقادت به السودان في أحلك الظروف وأشدها حلكةً وحتى اذا بدا الزرع يؤتى أكله وثماره وخانها الخونة، وطعنت البلاد في ظهرها طعنة تعاني من ويلاتها الآن وبدا الانهيار في كل مجال من مجالات الحياة. يُثار جدل طويل وعنيف وجاد حول هذا اليوم ١١ أبريل ٢٠١٩م، وحول الشارع الذي تمّت صناعته للاستعانة به لتمرير المشروع الخياني بعد أن تلاقت مرادات القوى الخارجية والتيار الخؤون لتغيير الوجهة وإزاحة السلطة القائمة والاستيلاء على السلطة وتأسيس واقع سياسي جديد ولا يستقيم التقييم الصحيح لما حدث دون النظر الى كامل الصورة ومن جوانبها في الداخل والخارج ومعرفة مواطن الخلل وموضع العلل ومن يقفون وراء ما حدث، ولا بد هنا من توضيح عاملين أساسيين هنا:
أولاً: ظل التحضير والتجهيز لعمل منظم ضد النظام القائم آنئذ من فترة مبكرة سبقت الحدث بعدة أعوام، حيث أفردت الـ(Ml6 المخابرات البريطانية) ووزارة الخارجية البريطانية بالتنسيق مع وكالات استخبارية غربية وعربية تمول مشروعات سياسية لتدريب مجموعات من الشباب والكوادر الحزبية لقيادة منظمات مجتمع مدني تعمل في الشارع ووسط المجتمع، تتولى عملية انضاج وتنفيذ خطة تثوير الشارع وادارته وتكثفت الدورات التدريبية في عدة عواصم غربية وشرق أفريقية، وذكرت عدة تقارير غربية أن المبلغ المُخصّص للتغيير في زيمبابوي والسودان وعملية إزاحة التيغراي من السُّلطة وانتقال مركزها من داخل التحالف الحاكم في إثيوبيا بلغ مبلغ (١٧٩) مليون جنيه استرليني بما في ذلك دعم برامج التدريب وتأهيل بعض التنظيمات السياسية والدعاية والإعلام. وصنع كادر غوغائي على منصات التواصل الاجتماعي وتسخير الإعلام الرقيبي صناعة نجوم الشارع أو الثورة المراد تصنيعها، وظل هذا العمل مستمراً وينجز مهامه منذ فوران الربيع العربي، ولم يثمر أحداث سبتمبر ٢٠١٣م وزادت وتيرته بعد ذلك بزيادة الدورات التدريبية وصناعة الكادر وشراء الذمم السياسية، وبما أنّ الشهية فتحت بصورة أكبر بعد التغيير الذي حدث في إثيوبيا بنقل مركز السلطة بانقلاب قصر داخل التحالف الحاكم، وتمت إزاحة الرئيس روبرت موغابي البطل التاريخي لاستقلال زيمبابوي وتفرغ من هم في الداخل مع الأرباب والأسياد في الخارج لإنهاء حكم البشير).
هذا هو الجزء الأول من مقال الأخ الصادق الرزيقي ونكمل في المقال الثاني.
تحياتي،،