جيولوجي: باكتريا سبب الحريق والزينة الموضوعة تمتص أشعة الشمس
رجل دين: حرق الجن للمنازل خرافة ولا بد من (…..)
قضية تستعرضها: انتصار فضل الله 23فبراير2022م
كانت الحياة تسير بشكلها الطبيعي ويعم الهدوء أجواء المدينة.. فجأةً خرجت أسرة العم إدريس علي محمد وهو احد سكان منطقة قريقيس بمحلية حلفا الجديدة في ولاية كسلا من المنزل، وهم في حالة فزع وهلع شديدين، علت أصواتهم التي كادت أن تملأ أرجاء المنطقة وهم يتسابقون لإخراج محتويات المنزل والنجاة بأنفسهم من الحريق الذي شبّ داخل الغرف دون أسباب.
قضت النار التي بدأت الخميس الماضي على كل محتويات المنزل الذي جثمت أعمدته أرضاً وتفحّمت بعض أجزائه وتحوّلت الى رماد، في ظل صدمة وذهول أصابا سكانه الذين بلغوا حالة يرثى لها.
تسابق سكان المنطقة نحو موقع الحدث، غير أن ألسنة النار كانت أسرع، حيث انتقلت الى المنازل المجاورة لمنزل العم إدريس تلتهم بصورة وصفها متحدثون لـ”الصيحة” بـ”الجنونية” وقالوا إن شيئاً ما أزعج “الجن” وأيقظه من غفوته فغضب وحرق “المنازل”.
24 منزلاً غير “الرواكيب” والبرندات احترقت بالكامل حتى يوم أمس الثلاثاء، لم تتمكن أي جهة التصدي له في ظل استمرار الاشتعال. اليوم “الصيحة” تناولت القضية وصولاً لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحريق.
1
أظهرت فيديوهات تناولتها الأسافير، النيران المشتعلة في المنازل وتجمهر المواطنون حولها وأياديهم فوق رؤوسهم فاقدين بوصلة الاستقرار، يهللون ويكبرون، ولم تفارق “الحوقلة” أفواههم من شدة المصيبة، وتبدو على آخرين علامات التعجب جراء النيران التي اندلعت فجأةً ووضعتهم أمام تحدٍ مع “الجن”.
إذن الأمر ليس اعتقاداً، وإنما تأكيد من قِبل السكان لـ”الصيحة” بأن “الشيطان” وراء ذلك، وتطلب الوضع تلاوة القرآن الكريم لطرده والاستعانة بشرطة الدفاع المدني لإطفاء الحريق، غير أن المحاولات باتت بالفشل وما زال المواطنون يعيشون المعاناة.
2
يعيش غالبية سكان قريقيس في منازل من “طين” تضم “قطاطٍ ورواكيب” أسقفها من “القش ـ الخيش ومزينة بالزجاج والمرايات” تآكل بعضها، والآن “مشتتون” في الشارع بلا مأوى.
قال محمد يوسف العبيد لـ”الصيحة”، تم إخلاء المنازل من كل شيء وحالياً يعيشون في الشارع وكأنهم نازحون يبحثون عن الأمان والعون في ظل طقس بارد جداً، لافتاً أن المدير التنفيذي لمحلية نهر عطبرة قام بزيارة ود العجمي أمس وقدم مساعدات عينية للمتضررين وبعد مغادرته بعشر دقائق اشتعلت النار في منزل آخر.
3
الوضع الراهن وصفه المواطن الشاعر بشرى البطانة بالمؤلم جداً وتسبب في اضرار كبيرة، حيث فقدت الأسر الأموال والذهب والمنازل والآن يجلسون في العراء ترافقهم الأحزان، وقطع بأن السبب هو الجن لا غيره، مشيراً الى أن والي الولاية زار المنطقة لتفقد الوضع وبعد ذهابه عاودت الحرائق مجدداً، وأضاف هناك 6 شيوخ قاموا بتلاوة القرآن الكريم رغم ذلك النيران مُستمرة وسيارة المطافئ مازالت موجودة في المنطقة.
4
أدخل سيناريو الحريق الممتد في ود العجمي حيرة وشغل الكثيرين، ففي الوقت الذي يعتقد فيه السكان بأنه فعل “شيطاني”، يستبعد خبراء جيولوجيون وفقهاء دين ذلك، ويشيرون أن الأمر متعلق بالطقس فقط.
يقول الخبير في الجيولوجيا أحمد حسن، إن طبيعة المنازل تساعد في تمدد وانتشار النار باعتبارها مصنوعة من القش، وأضاف أن الزجاج والمرايات الموضوعة كزينة في أسقف المنازل تمتص حرارة الشمس، بالتالي يولد ذلك شرارة النار في المنطقة التي تُساعد بيئتها في انتشار الحريق،
وتوقع الجيلوجي ان تكون هناك بكتريا
فسفورية وهي المتسببة في الحريق ، وأوضح انها بكتريا دقيقة لا ترى بالعين المجردة تكون متواجدة داخل الملابس والمراتب وتتمتع باضاءات وتتوالد من خلالها درجات حرارة عالية ممكن أن تؤدي الي أحداث حرائق داخل البيوت مؤكدا ان مسألة الجن وكلام الشيوخ مسألة ” ماكلة” و عيش فقط داعياً السكان الى تطوير مبانيهم بالطوب رغم تكلفته العالية، مُناشداً المنظمات والحكومة لمساعدة الأهالي وإيجاد بدائل للبناء.
5
يتفق الشيخ عبد الحليم السماني إمام مسجد مع رأي الخبير الجيولوجي المتعلق بأن الزجاج يجذب أشعة الشمس ويؤدي إلى اندلاع النيران، مُستبعداً أن يحرق الجن المنازل.
وأكد أن حرق الجن للمنازل خرافة وأمر لا يمكن تصديقه والإيمان به، داعياً سكان المنطقة وغيرهم من المواطنين بالمزيد من الوعي والابتعاد عن مفهوم أن اندلاع النيران دون أسباب مباشرة دائماً وراءها “الشيطان”