تقرير: صلاح مختار 23فبراير2022م
كان أمراً لافتاً تلك الحشود الضخمة جلهم من الشباب تابعت تدشين مبادرة مكافحة المخدرات. كان السؤال يطرح نفسه لماذا هذا الاهتمام بقضية المخدرات؟ أحد المشاركين كان يتحدث بأن المستقبل اصبح قاتماً في ظل انتشار المخدرات وسط الشباب تحديداً, قال ليس امراً سياسياً لانه لا يفرق بين احد منهم, مما عده امراً مخيفاً. وتابع الشاب بالقول اصبح الامر مقلقاً حتى على الآباء والأسر وتخوفهم على مستقبل اولادهم. مؤشرات عملية واحصائيات حديثة كشفت من قبل انتشار المخدرات وسط طلاب المدارس بصورة خطيرة جداً هذا الأمر كما قال نائب رئيس المجلس السيادي اصبح مخيفاً مما يستدعي معه تحركاً جماعياً وعملاً مجتمعياً واسعاً ووضع قوانين رادعة كفيلة بمكافحته.
أمن قومي
لأن الامر خطير ويعد احد مهددات الامن القومي، فان الاخذ به يصبح امر دولة وسياسات حكومة في تعاطيها مع القضايا. كان الامر عند الحكومة امرا عظيما وجللا مما استدعى ان يقف على رأس من يتبنى مبادرة محاربة المخدرات نائب رئيس المجلس السيادي الذي خاطب حشد الشباب ومواجهتهم بحقيقة الوضع الخطير لانتشار المخدرات. وطالب نائب رئيس المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو الأجهزة النظامية بضبط الحدود والمعابر لمنع دخول او تهريب المخدرات، بجانب تكثيف عمليات محاربة المروجين وتفعيل القوانين الرادعة لمواجهة المهربين والناشطين في مجال تجارة المخدرات بمختلف أنواعها. وحذر من خطورة انتشار المخدرات, وقال ان انتشار المخدرات وتزايد حالات الإدمان والمعلومات المخيفة التي تم الحصول عليها من عدة جهات مختصة جعلتهم الأسرع في تبني مبادرة مكافحة المخدرات وان نضع ايادينا مع الفاعلين في هذا المجال للتصدي للظاهرة ودق جرس الخطر مبكراً قبل أن يقع الفأس على الرأس.
معلومات مخيفة
وكشف “حميدتي”، عن حصولهم على معلومات مخيفة وخطيرة بشأن انتشار المخدرات وتزايد حالات الإدمان بالسودان، وقال ان الدولة تتحمّل مسؤولية كبيرة وأساسية للتصدي لظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات وتزايد حالات الإدمان، ونوه ان قضية انتشار المخدرات خطيرة وتأتي في مقدمة اولويات الامن القومي لانها تهدد المجتمع وتستهدف تدمير الشباب الذي يمثل مستقبل ورأس مال بلادنا، ودعا “حميدتي” المؤسسات الوطنية ودور العبادة وأجهزة الاعلام ومنظمات المجتمع المدني والأندية الرياضية والثقافية والفنانين، والكتاب للمساهمة والمشاركة في حملات التوعية والتثقيف بمخاطر المخدرات. وقال ان انتشار المخدرات وتزايد حالات الإدمان والمعلومات المخيفة التي تحصلنا عليها من عدة جهات مُختصة في هذا المجال جعلتنا نسرع في تبني هذه المبادرة ونضع أيادينا مع الفاعلين في هذا المجال للتصدي للظاهرة ودق جرس الخطر مبكراً قبل أن يقع الفأس على الرأس.
أرقام ومعلومات
وقال إن المعلومات المتوفرة والأرقام الحقيقية لانتشار متعاطي المخدرات والمدمنين لدى المؤسسات الوطنية والعالمية كبيرة جداً ومتزايدة بشكل يجعلنا نخشى ونخاف على مستقبل أجيالنا الذين يمثلون حاضر ومستقبل بلدنا الحبيب، حيث أشارت تقارير الأمم المتحدة خلال العام ٢٠٢١م الى ان عدد المتعاطين للمخدرات بلغ ٢٧٥ مليون شخص حول العالم بنسبة زيادة عن العام الذي سبقه بنحو ٢٢٪، وهنا في السودان الإحصائيات كبيرة ومخيفة، تشهد بذلك سجلات الأجهزة القانونية والعدلية والمستشفيات النفسية ومراكز علاج الإدمان.
مسؤولية كبيرة
وحمّل الدولة، مسؤولية كبيرة وأساسية للتصدي لظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات وتزايد حالات الإدمان مما يتطلب تعزيز دور الأجهزة النظامية في ضبط الحدود والمعابر، وتكثيف عمليات محاربة المُروِّجين وتفعيل القوانين الرادعة لمواجهة المهربين والناشطين في مجال تجارة المخدرات بمختلف أنواعها. وقال هناك ايضاً واجب أساسي يجب ان تقوم به الاسرة في متابعة سلوك وتعامل أبنائها ومراقبتهم، حرصاً على عدم وقوعهم ضحايا لتجار ومروجي المخدرات. واشار الى تطلع الدور الكبير الذي يجب ان تقوم به المؤسسات الوطنية خاصة مؤسسات التعليم ودور العبادة وأجهزة الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والأندية الرياضية والثقافية والفنانين والكتاب، قال جميعهم نأمل في مساهمتهم ومشاركتهم في حملات التوعية والتثقيف بمخاطر المخدرات وتأثيرها المدمر على المجتمع خاصة فئة الشباب، ويجب على مؤسسات الدولة والقطاع الخاص تصميم برامج ومشروعات تستوعب طاقات وقدرات الشباب وتوظيفهم لتقليل معدلات البطالة وعدم ترك الشباب للفراغ الذي يقودهم الى الانحراف وتعاطي المخدرات، وقال لا بد ايضاً ان تسرع المؤسسات الوطنية لابتكار بدائل للذين يعملون في زراعة المخدرات في أماكن متفرقة من السودان، وقال نتطلع الى تكامل جهود المنظمات الإقليمية والدولية مع الجهود الوطنية وتوفير فرص للشباب للتدريب وتبادل الخبرات والمعارف لمواجهة هذه الظاهرة، كما نتطلع الى تكثيف التعاون الإقليمي والدولي خاصة مع دول الجوار للحد من تدفق المخدرات الى بلادنا.
دعم الدولة
ودعا “حميدتي”، جميع فعاليات المجتمع الى الالتفاف حول المبادرة لإنجاحها خاصة رجال الأعمال الوطنيين بالدعم والسند المالي، واكد التزام الدولة على المستوى الرسمي بالسعي الى تقديم كل ما يمكن ان يساهم في تعزيز مسيرة عمل المبادرة من أجل سودان خال من المخدرات وشباب محصن من الإدمان، ووطن آمن ومستقر ومعافى. واعلن عن تكفلهم بصيانة وترميم جميع دُور ومستشفيات ومراكز علاج الإدمان، ودعا الى إنشاء صندوق لدعم حملة مكافحة المخدرات تساهم فيه الحكومة والشركات ورجال الأعمال. وجدد إشادته بالمبادرة والقائمين عليها.
ظاهرة الإدمان
ممثل المبادرة حرم عبد الله, اكدت ان ظاهرة الإدمان اصبحت قضية مؤرقة في البلاد. وتهدد المجتمع بأكمله، وقالت المبادرة تضم خبراء في مختلف التخصصات الصحية والنفسية والأمنية والنجوم ولجان المقاومة والمرأة, مبيناً انهم وضعوا خطة لمدة عام بغرض التصدي للإدمان بالتعاون مع وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية في مجال تأهيل الكوادر الطبية وتعيين الأطباء النفسيين والاجتماعيين والنفسيين، بجانب العمل على تعديل قانون الصحة النفسية وتقوية دور الأسر وحماية المجتمع وتحصين الشباب من خطر الإدمان, وعمل شراكة واسعة لإنجاز المبادرة في التصدي للظاهرة.