خبير حقوق الإنسان في السودان.. المهمة الصعبة
الخرطوم: القسم السياسي 22فبراير2022م
بدأ خبير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان، أداما دينغ، أمس الأحد أول زيارة رسمية له إلى البلاد بعد شهر من تأجيل الزيارة بناءً على طلب السلطات السودانية، وينتظر ان يناقش دينغ القضايا المتصلة بحقوق الانسان في البلاد، مع وزير العدل ومسؤولي مفوضية حقوق الانسان الوطنية والمسؤولين عن ملف حقوق الانسان في وزارة الخارجية، فضلاً ممثلي منظمات المجتمع المدني، والمدافعين عن حقوق الإنسان، ورؤساء كيانات الأمم المتحدة، والدبلوماسيين.
ومن بين القضايا التي تشكل اهتمام مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان، التداعيات السياسية للاجراءات التي اتخذها قائد الجيش في الخامس والعشرين من اكتوبر من العام الماضي، وما تبعها من اعتقالات خارج القانون، وقمع للمظاهرات، وتضييق على المؤسسات الإعلامية والإعلاميين.
وينتظر ان يرفع دينغ تقريرا عن ما تتمخض عنه زيارته الحالية للسودان والتي تمتد حتى 24 فبراير، الى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في شهر يونيو المقبل، وقبل ذلك تقديم إحاطة شفوية عن مجريات الاحداث و حالة حقوق الإنسان في مارس المقبل.
تأكيد الالتزام الحكومي
وفور وصوله التقى دينغ بوزير العدل المكلف، محمد سعيد الحلو، حيث أكد الاخير استعداد الحكومة لتقديم كافة الدعم والمساعدة للخبير المعني بحقوق الانسان، لتسهيل مهمته، مثمناً جهوده المبذولة في سبيل تعزيز وترقية حقوق الإنسان، مبيناً أن الحكومة الانتقالية سعت الى الوفاء بتعهداتها الواردة في المواثيق الدولية والوثيقة الدستورية لعام 2019م ولتحسين حالة حقوق الإنسان في السودان وإيقاف الحرب وبناء السلام العادل والشامل والمستدام، ودعمت الانتقال السياسي السلمي للسلطة وإنهاء النزاع بتوقيع اتفاقية جوبا لسلام السودان 2020م مع حركات الكفاح المسلح لوقف النزاعات ونبذ جميع أشكال العنف وإعمال مبدأ المساءلة وعدم الإفلات من العقاب وفقاً لما ورد في الوثيقة الدستورية، كما التزمت بالعمل على تحقيق السلام العادل والشامل وإنهاء الحرب ومعالجة آثارها. وقال مولانا جمعة الوكيل الاعيسر رئيس ادارة حقوق الانسان مقرر الآلية الوطنية لحقوق الانسان ان اللقاء يأتي في إطار تعاون السودان مع الآليات الوطنية لحقوق الإنسان، مشيراً الى ان زيارة الخبير تتلخّص في التأكد من الادعاءات والمزاعم حول انتهاكات حقوق الانسان خلال التظاهرات التي انتظمت البلاد منذ الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م.
وكان دينغ قد تم تعيينه خبيرًا للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في السودان من قبل المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في نوفمبر 2021، وفقًا لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة S-32/1، لمراقبة حالة حقوق الإنسان في السودان منذ الانقلاب العسكري 25 أكتوبر 2021، وستنتهي فترة ولايته كخبير في السودان عند استعادة الحكومة التي يقودها المدنيون في البلاد، وكان قد تقرر أن يقوم بزيارة الى السودان في يناير الماضي بيد ان أرجأت بطلب من الحكومة السودانية.
عينت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليت يوم الجمعة، أداما دينغ كخبير في حقوق الإنسان في السودان ، بناءً على طلب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
مهام محددة
يذكر ان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كان قد عقد جلسة خاصة بشأن السودان في 5 نوفمبر لمناقشة تداعيات الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر على حالة حقوق الإنسان في البلاد. وفي تلك الجلسة، اعتمد مجلس حقوق الإنسان القرار الذي طلب فيه من المفوض السامي تعيين خبير في حقوق الإنسان بالسودان، وقد عين المفوض دينغ ، وهو سنغالي الأصل. وفقًا لذلك القرار.
وحددت مهامه في مراقبة تطورات أوضاع حقوق الإنسان في السودان بمساعدة وبالتعاون الوثيق مع مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان في السودان. وبان يولي اهتمامًا خاصًا للضحايا ويضمن منظورًا جنسانيًا. وسيتواصل مع جميع الأطراف ذات الصلة ، بما في ذلك المجتمع المدني.
من هو
والسنغالي دينغ هو حاليًا عضو في مجلس العدل الداخلي التابع للأمم المتحدة والمستشار الخاص للجنة العليا للإخوة الإنسانية. وهو وكيل سابق للأمين العام للأمم المتحدة ومستشار خاص للأمين العام بشأن منع الإبادة الجماعية، وقبل انضمامه إلى الأمم المتحدة، شغل منصب الأمين العام للجنة الحقوقيين الدولية لمدة 10 سنوات. عمل دينغ أيضًا كمسجل للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا التابعة للأمم المتحدة من 2001 إلى 2008. وساعد في إنشاء المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب وأعد مسودة الاتفاقية الأفريقية لمكافحة الفساد. وقد قاد العديد من بعثات تقصي الحقائق حول حقوق الإنسان وسيادة القانون وكذلك بعثات مراقبة المحاكمات.