خربشات
تشخص أبصار الدنيا وعيون العالم عشية اليوم السبت الأول من يونيو نحو العاصمة الإسبانية مدريد وإلى معقل فريق اتلتيك مدريد الجديد الشهير بملعب (واندا ميترو بولياتو) بدلاً عن الملعب القديم (كالديرون) الذي تم هدمه، وفي تمام الساعة الثامنة تتجه أبصار الدنيا وعيون الأطفال في كولمبيا وهاييتي وجزر الكناري.. ومن رواندا في قلب افريقيا إلى بحر البلطيق .. وروسيا البيضاء وعدن الجريحة ودمشق العروبة وبغداد المحتلة والخرطوم (الما معروف مصيرها) لمتابعة نهائي دوري أبطال أوربا .. وصراع الأقدام والعقول بين فريقين انجليزيين اسماً وعالميين واقعاً هما ديوك لندن فريق توتنهام وأحمر مقاطعة الرسايد ليفربول في صراع للظفر بالكأس ذات القرنين التي تمنح الفائز بها المال والشهرة والريادة وتمثيل أوربا في بطولة كأس العالم للأنية .. مباراة اليوم أطرافها دول عديدة وربما تمثل بريطانيا الحلقة الأضعف من واقع ما تزخر به تشكيلة الفريقين من نجوم عالمية.. في «توتنهام» المشهورين بديوك لدندن، والديك عند الإنجليزي له قيمة خلافاً لمجتمعنا السوداني الذي يحتقر الديك ويعتبره غبياً وجباناً.. وإذا قيل للرجل ديك فإنه يغضب ويثور ولكن الشعوب الأخرى تعشق الديوك حتى منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم يسمي «يكني» بالديوك، بينما أفريقيا مغرمة بالحيوانات المفترسة والنسور الجارحة.. فنجد منتخب «أسود الترنجا» كما يكنى السنغال والأسود غير المروضة منتخب الكاميرون والخيول الجامحة وهو اسم المنتخب «البوركيني» والنسور منتخب نيجيريا العملاق.. وفريق توتنهام الإنجليزي يقف بين خشباته الثلاث العملاق الفرنسي الحارس مونمو لوريس وفي الدفاع الصخرة البلجيكية فورتنفنق وبجواره كولمبي من بلاد المخدرات وسليل الداهية فالدراما.. اللاعب سانشيز وفي وسط الملعب المالي الأصل والفرنسي الجنسية موسي سوسيكو ببشرته السمراء ويشبه في تكوينه الجسماني وتقاطيع وجهه لاعب الهلال السابق هاشم تيه كرتون الشهير بكندورة، ويجاوره الداهية الدنماركي أريكسون المطلوب في ريال مدريد، والموهبة الإنجليزية من أصول نيجيرية ديلي علي وفي المقدمة الهجومية الشمسون الكوري سونق.. والإنجليزي هاري كين وبطل ثلاثية الصعود للنهائي البرازيلي لوكاس مورا.. وعلى طرف ملعب توتنهام من أصول كنجولية داني روسي وهاري وينكس.. ويقود توتنهام المدرب الأرجنتيني الداهية «بوكتينهو» المطلوب في كل مكان في الكرة الأرضية للتدريب بعد أن نهض بديوك لندن ووضعها في مصاف الأندية العالمية المنافسة على الكؤوس الكبيرة.
«٢»
يقابل توتنهام فريق ليفربول العريق الفائز بهذه البطولة ٥ مرات آخرها عام ٢٠٠٥م في أرض «أتاتورك» ويتسلح الفريق الإنجليزي العريق بقاعدة من لاعبين تبلغ قيمتهم السوقية ٣٣١ مليون دولار أمريكي مقابل لاعبي توتنهام البالغة قيمتهم السوقية ١٢٩ مليون دولار. ويقف في بوابة أحمر الإنجليز الحارس البرازيلي السون بيكر وأمامه الثنائي الهولندي فان رايك والكاميروني جويل مايتب، وعلى طرفي الملعب الاسكتلندي روبتسون والطفل الإنجليزي الصغير أرونالدو الذي أذاق الكتلان مر العذاب وفتح ثغرات في جبهة الفريق الإسباني ظلت مشرعة حتى اليوم وفي وسط الملعب يلعب الكابتن هندرسون والهولندي فالندوم والانجليزي ميلنر والبرازيلي فافينو بينما في المقدمة الهجومية الفرعون المصري محمد صلاح والأسد السنغالي ساريو ماني والبرازيلي فرمينو ومن بين كل هذه النجوم هناك ثلاثة لاعبين يؤدون مباراة اليوم وهم صيام المصري صلاح والسنغالي ماني، والفرنسي موسى سيسكو لاعب توتنهام .. رغم تحذير الفيفا من الأثر السالب للصيام إلا أن ماني رفض ذلك وقال إن صوم رمضان يمنحه طاقة مضاعفة، ورغم أن كثيرا من المراقبين يرشحون أحد الانجليز للفوز إلا أن فرص الديوك تظل حاضرة لحصد البطولة بعد موسم استنثائي لأولاد المدرب «بوكتينهو» مقابل نجاحات لا تخطئها العين للداهية الماكر والمدرب الألماني يورغن كلوب إنها سهرة ما منظور مثيلا وليلة من ليالي أوربا التي ينتظرها العالم بأسره، فالى ضاحية مدريد..
«٣»
استمعت إلى البرنامج الإذاعي المشهد الآن الذي تبثه الإذاعة القومية صباح كل يوم بعد نشرة العاشرة، ويوم الثلاثاء استضافت الإذاعة الدكتورة إحسان فقيري بصفتها قيادية في تنظيم المؤتمر السوداني ومن دعاة الإضراب والعصيان السياسي الذي يتم الترويج له في الأجهزة الإعلامية الحكومية أكثر من من الأجهزة الإعلامية الخاصة، وتحدثت الدكتورة بنبرة متعالية نحو الإخوة العسكريين في المجلس العسكري .. وتمادت في الإساءة إلى المؤسسة العسكرية ضباطاً وجنوداً وفي ذلك تطاول غير مبرر.. وتعالٍ أجوف من امرأة لا يُعرف لها تاريخ نضالي وهي لا تملك حق إصدار الأحكام بشأن كفاءة القيادات التي تدير البلاد الآن، رضي من رضي وأبى من أبى يبقى الفريق عبد الفتاح البرهان قائداً سياسياً وعسكرياً له حنكة.. ولولا البرهان ورفاقه لما طرقت إحسان فقيري أبواب الإذاعة وتحدثت بما يروق لها من حديث يفتقر إلى الكياسة والفطنة وحسن التقدير.
على قادة حزب المؤتمر السوداني التواضع قليلاً والكف عن الزهو الزائف بالانتصارات التي حققوها في الفترة الماضية.. لا يزال الدرب طويلاً ولا غنى عن الجيش والأمن والشرطة في أي دولة.. وحكومة الحرية والتغيير ستحمل كفنها بيدها إن هي ناصبت «العسكر» العداء على طريقة إحسان فقيري.