عبد الله مسار يكتب : ألا يتعظ الحزب الشيوعي
20فبراير2022م
الحزب الشيوعي السوداني من أعرق الأحزاب في أفريقيا، وهو أنشأ في أربعينات القرن العشرين، وظل يعمل في الحراك السياسي والوطني، منذ ذلك التاريخ ظل الحزب الشيوعي متواجداً في سوح العمل العام على الفكرة بتكتيكات مُختلفة حسب الزمن والظرف، وكان في أوج مجده في فترة ما بعد الديمقراطية بعد ثورة أكتوبر، وحاول أن يدخل أكبر قدر من الوزراء الى حكومة سر الختم الخليفة بعد ثورة اكتوبر 1964م، لأنه يحمل واجهات كثيرة، وهذه واحدة من تكتيكاته، حيث تجده يدخل في كثير من التنظيمات ويزرع كثيراً من عناصره في الأحزاب، خاصة الأمة والاتحادي لأنهما حزبان مفتوحان ولا ترصد عضويتهما رصداً دقيقاً.
وانتعش الحزب الشيوعي كثيراً بعد أكتوبر، ثم فاز بخمسة مقاعد في حكومة الصادق المهدي آنذاك وهي أكبر كتلة انتخابية قد حصل عليها بعد انتخابات 1965م وحصل على ثلاثة مقاعد ودخل البرلمان ولكنه لاستعجاله دخل في امر طرده من الجمعية الأساسية، حيث جاء على خلفية حادثة سب بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتج عنها الطرد من الجمعية التأسيسية، حيث فكر في الانتقام وقام بانقلاب مايو 1969م ونكاية في الأحزاب التي طردته منها، ولما كان لديه استعجال شديد لتنفيذ ما يريد وأقام مايو حيث اختلف مع الرئيس نميري، قام الرئيس نميري بضربه ضربة مبرحة وموجعة وانتقامية للحزب وقضى على قيادته في الصف الأول، حيث حكم بالإعدام على عبد الخالق محجوب السكرتير العام للحزب ومعه عدد مهول من قيادات الحزب وشرد عدد كبير منهم، ولذلك ضعف الحزب واختفى.
وبل حظر الرئيس نميري، نشاط الحزب وجعل أغلب قياداته تختفي تحت الأرض بما في ذلك السكرتير العام للحزب محمد ابراهيم نقد، ثم جاءت الديمقراطية الثانية وحصل الحزب على ثلاث دوائر واستمر في الجمعية التأسيسية حتى قام انقلاب الإنقاذ الإسلامي في 1989م وهنا ايضاً تعرّض الحزب لضغط كبير وشُرد وطُرد، بل تعرضت قياداته الى كثير من العنت والسجون وقابلنا كثيرا منهم في السجون وبيوت الأشباح، ولكنه لقدرته على اختراق غيره دخل بعض منسوبيه الحركة الشعبية ودخلوا البرلمان محمولين على الحركة الشعبية وهكذا، ثم جاءت ثورة أبريل 2019م وكانوا فاعلين فيها وحصلوا على الكثير من المواقع التنفيذية والشركات، بل لجان المقاومة وجعلوا من أنفسهم حكومةً ومعارضةً وصاروا اكثر حراكاً، بل صاروا اصحاب القرار في الحكم والمعارضة.
وظل الحزب يستعجل النتائج، وأعتقد أن هذه العجلة ستجعله عرضةً لكثير من العقبات والعجلة قد تقوده الى نتائج سالبة ولذلك على الحزب ان يتعظ من الماضي وما تعرّض له في الحقب الأخرى من عقبات وان يعمل بهدوء دون ان يدخل في مطبات جديدة.
ولينتظر الديمقراطية والتي مكانها الانتخابات.