مسيرة التّوافُق السِّياسي.. تأييدٌ للمجلس العسكري
الخرطوم: صلاح مختار
تصوير: محمد نور محكر
حشدت مُبادرة أهل السودان مساء أمس، مسيرةً ضخمةً، تقاطر لها آلاف من المُواطنين قبل الإفطار، دعوا جميعاً من خلالها المجلس العسكري لتحقيق التوافُق السياسي وحراسته بإدارة حوارٍ شاملٍ مع الجميع على مسافةٍ واحدةٍ منهم، ومع جَميع مُكوِّنات الشّعب السُّوداني بمّا يُحقِّق فترة انتقالية متراضىً عليها وسلماً أهلياً واستقراراً سياسياً وانتقالاً سلساً للسلطة الى حكومة منتخبة.. ورفع الحَشد لافتات تَدعُو المجلس العسكري أن يكون على رأس السُّلطة خلال الفترة الانتقالية وإدارة حوارٍ بين مُكوِّنات الشعب، ورفع المتظاهرون شعارات تقول: (عسكرية 100%).
مشاركة رمزية
وشاركت في المسيرة قيادات من مُختلف تيارات الشعب السوداني، منها الطرق الصوفية، وقيادات شبابية، إلى جانب مُمثلين من المرأة، وإدارات أهلية، وتيار نصرة الشريعة التي لم يخاطب ممثلها الحشود بسبب انهيار المَنَصّة التي يقف عليها المُتحدِّثون، كما شارك ممثل للكنائس.. ولاحظت الصحيفة أن المسيرة وجدت مُشاركة كبيرةً ومُساندةً لقوات الدعم السريع، وتأييداً كبيراً للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لقيادة الفترة الانتقالية.
مُمثل الصوفية
فيما أكد ممثل الطرق الصوفية موسى عبد الله حسين، تمسُّكهم بمنهج الاستقلال والسلمية الذي يدعو له الإسلام، والدعوة بالحُسنى والموعظة الحسنة بين مُكوِّنات الشعب السوداني، وأشار إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ودعا الطُرق الصوفية للاعتصام والوحدة وجمع الصف وعدم إضاعة الوقت في الخلافات والالتفاف حول المجلس العسكري، وإعطائه الثقة في القيام بمُهمّة إنقاذ السودان في الفترة الانتقالية، وضبط الأمن، وترتيب البيت والتهيئة لقيام انتخابات حرة ونزيهة لمن يختاره الشعب السوداني.
مسافة واحدة
ودعا المجلس للإسراع بتكوين حكومة مدنية من الكفاءات لتسيير دولاب الدولة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن وكبح جماح الأسعار، وناشد حسين، المجلس العسكري بأن يكون على مسافةٍ واحدةٍ من جميع الأطراف والتعامُل بعلاقاتٍ مُتوازنةٍ في الملفات الخارجية وتجنُّب البلاد مَخاطر الانزلاق نحو الفوضى، وأهاب جميع أهل السودان للاهتمام والالتفاف للعبور نحو الأمن والأمان.
لا تفسير
واعتلى حفيد السلطان علي دينار أحمد حسين علي دينار سلطان دارفور، المنصّة وهو يمتدح القوات المسلحة والدعم السريع والقوات النظامية الأخرى، وأثنى على الحشد الكبير لتأييد المجلس، وقال: حضوركم رسالة واضحة لا تحتاج إلى التفسير، وامتدح الملحمة والحُضُور المُتميِّز، وقال إن السودان بخير والقادم أفضل، وأعلن أنهم كإدارة أهلية وبكامل إرادتهم، نُعلن انحيازنا الكامل للمجلس ونفوِّضه تفويضاً كاملاً، ونرفض الإقصاء، وقال: (هؤلاء مثلما خلّصونا من الشبح الجاثم ثلاثين عاماً، قادرون على تخليصنا منه بصورةٍ كاملةٍ الآن أيضاً)، وقال انّ المجلس ضرب عدة أمثال في الصبر والتحمُّل من بعض الجهات التي تريد استهداف الوطن وتسعى إلى الفتن، ووجه رسالة إلى العالم قائلاً: نحن متحدون ومُتوافقون تماماً، ولن نشق صفنا، ولن تُضرب بنا الأمثلة كأيّة دولة أُخرى.
طريق الثورة
فيما كان من بين الحشود عددٌ لا يُستهان بهم من الشباب، وظلّ عددٌ كبيرٌ منهم يجوب المسيرة ويهتفون ويرفعون الشعارات المُؤيِّدة للمجلس العسكري، فيما ظلّ البعض يقف على متاريس مُتفرِّقة بالشوارع الفرعية المؤدية إلى ساحة الحشد، ودعا ممثل الشباب وائل عبد الله فرج إلى إعطاء المجلس العسكري الفُرصة لقيادة البلاد باعتباره الذي أوصلنا بفضله إلى منتصف الطريق، وقال: حتى تصل الثورة إلى النور لا بُدّ أن نصل معاً حتى لا يضيع السودان سُدىً، واعتبر الثورة أمانة في عُنق كُلِّ سُوداني، داعياً إلى النظر للدول من حولنا، وقال انّ هناك دولة ضاعت في غفياهب الجب بسبب الخلافات، ونفى أن يكون ما جرى في السادس من أبريل انقلاباً عسكرياً، مؤكداً أنّ الجيش وقف بجانب إرادة الشعب بتسليم السلطة، وقال: لن يكون انقلاباً إلا اذا سلّم المجلس السلطة إلى مكوِّن واحدٍ وأقصى بقية مُكوِّنات الشعب، وأكد أن المجلس سيُسلِّم السُّلطة إلى الشعب عبر انتخابات حُرة ونزيهة لتكون مَدنية مُعافاة.
تنهض بس
وأكد وائل أنهم يريدونها مدنية تُصب في مصلحة الشعب السوداني، ولا نريدها مدنية عبر طاولة المُفاوضات، وإنما مدنية مُنتخبة من جموع الشعب, وتساءل كيف تكمل الثورة حتى لا تصبح نصف ثورة؟ وأضاف: لن تكتمل الثورة إلا إذا وضعت رؤية اقتصادية وبالقيم الدينية والأخلاقية والتسامُح بعيدة عن العبارات المُستفزّة لمن يُخالفك الرأي، وقال: لن تكتمل الثورة إلا إذا ارتضينا بالآخر ومضينا نحو البناء والإعمار والإنتاج، مُوضِّحاً أنه لن تكتمل الثورة الا اذا حوّلنا “تسقط بس” إلى “تنهض بس” وحتى نرفع القبعة للجيش والدعم السريع بدلاً من وصفهم ما لا يُليق بهم ومكانتهم السامية، ودعا إلى تعزيز مكانتهم، وقال إنّهم تاج فوق رؤوسنا.
الوقوف مع الهامش
وقال وائل: لن تكون هنالك ثورة حتى تقف إلى جانب الريف والهامش ووضع حلول واضحة للواقع المرير، ودعا إلى تقديم الدعم لأسر الشهداء والجرحى، وأن تُساند الثورة الخدمة المدنية والمُوظّفين، ولا تكون ثورة إلا إذا نادت بحق الغلابة وأصحاب الحرف والباعة، ويجب أن ننشد التآلف وربط النسيج والتكافُل، وأقسم بأن لن تنجح إلا بوضع برامج للارتقاء بالرياضة والرياضيين، وأضاف أن الثورة المُكتملة تبدأ بتكريم القوات المسلحة والدعم السريع والقوات النظامية، لأننا لا ننكر مواقف الرجال، لأن هذه الثورة ثورة مفاهيم في المقام الأول، ودعا إلى التّجرُّد من أيِّ ثوب وأن نلبس عباءة الوطن، وطَالَبَ بأن يَتَعَهّد الجميع لأن يكون السودان في حدقات العيون والتحلي بالوعي للعبور من هذا المنعطف، وأضاف أنّ المدنية المنشودة لن تأتي إلا إذا توحّدنا مع جيشنا الأبي لإكمال النصف الآخر من الثورة والخروج إلى النور سوياً.
مطالب الثورة
فيما شاركت المرأة في المسيرة بصورة واضحة، ولكنها في هذه المرة لم ترجِّح كفة الرجال، وأمّنت مُمثلة المرأة في الحشد المهندسة مُهجة محمد مصطفى، على مطالب الثورة مُمثلةً بالحرية والسلام والعدالة، ودعت قيادة المجلس العسكري إلى إرساء السلام الشامل ووحدة الصف الوطني باعتباره الضامن لوحدة البلاد وأمنها، وأيّدت مُهجة استمرار المجلس العسكري في الفترة الانتقالية والترتيب لانتخابات حرة ونزيهة تُشارك فيها كل أطياف السودان، ودعت إلى تحقيق التوافُق السِّياسي والانتقال السلس للسُّلطة، وطالبت المجلس العسكري للوقوف على مسافة واحدة مع الجميع حتى يتحقّق الأمن والسلام وبناء السودان الجديد المُتطوِّر، وبناء مؤسساته ونهضتها، وأعلنت عن تفويض المجلس العسكري الانتقالي بتكليف رئيس وزراء مُستقل وحكومة كفاءات مُستقلين وتعيين مجلس تشريعي انتقالي ممثلاً من الأحزاب كَافّة وإقامة انتخابات حرة ونزيهة وشّفّافَة.
إدارة أهلية
ناظر قبيلة أولاد راشد موسى أحمد خيار النمير، أعلن وقفتهم مع المجلس العسكري، وقال إنّ نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو رجل وحدوي، وأَكّدَ مُساندتهم للمجلس، مُبيِّناً أن الإدارة الأهلية تقف مع المجلس في كل قراراته التي تجد الثقة والقبول من الجميع.