نقرشة .. نقرشة
مصطفى سيد أحمد:
حينما قدم مصطفى سيد أحمد أغنية (في عيونك ضجّة الشوق والهواجس).. مثلت الأغنية فتحاً جديداً في الأغنية السودانية وتجربة مصطفى سيد أحمد ذات نفسها .. لأن الأغنية تمثلت فيها قمة الحداثة الشعرية وتجاوزت مربعات الكتابة العادية بلغة جديدة ومتفردة وأخيلة شعرية تنم عن موهبة متفتقة ومجنحة بالخيالات الإبداعية .. الأغنية ذات نفسها عبارة عن سؤال كبير حول الشاعر أبوذر الغفاري .. فهي لم تقدم كشاعر فحسب، بل قدمت حوله السؤال الكبير (أين اختفى الشاعر أبوذر الغفاري منذ العام 1992 وحتى اللحظة).
عقم برامجي:
كثرة البرامج الغنائية في القنوات الفضائية السودانية هو نوع من العقم في إنتاج برامج مختلفة من حيث الطرح والتكوين والمحتوى، بينما نجد كل القنوات العالمية تهتم بإنتاج برامج تلامس هموم الناس وقضاياهم وهمومهم.. والقنوات السودانية عادةً ما تلجأ للمُستسهل من البرامج، لذلك نجد هذه الكثافة في البرامج الغنائية وهي كلها برامج مُكرّرة تشابه بعضها وتدور في فلك الأعوام السابقة.
عاصم البنا:
شهدت النسخة السابقة من برنامج أغاني وأغاني غياب الفنان عاصم البنا .. وشخصياً أدعم غيابه من باب التغيير والتجديد في مفاصل البرنامج لأنّ عاصم ظل دائم الظهور وعبر سنوات طويلة من عُمر البرنامج ومثل هذه الغيابات تمنح الفرصة لأصوات جديدة يُمكن أن تشكل إضافة ذات قيمة في مقبل الأيام .. ولأن عاصم عبر بتجربته ولا يحتاج للظهور مجدداً.
الهادي حامد:
ميزت غنائية الاستاذ الهادي حامد ود الجبل بعدة خيوط إبداعية وليس براعته في التلحين هي سمته الأبرز ولكنه يتميز بخاصية انتقاء المفردة الشعرية المختلفة .. والهادي حامد فنان مغامر في زمن قلّت فيه المغامرات الفنية فتحول بذلك لمدرسة غنائية وحالة تلبسها الكثير من باب التقليد .. وواحدة من إبداعات الهادي رهانه على مفردة شعرية جديدة غير سائدة ومختلفة عن المستسهل من الشعر.
إيمان أحمد دفع الله:
المذيعة الكبيرة إيمان أحمد دفع الله .. تعتبر بتقديري من جيل المذيعين الكلاسيكي الذي كرّس لفهم النجومية التي تزاحم الضيف ولا تترك له الحبل على الغارب كما يحدث اليوم .. إيمان مذيعة تتوافر فيها كل المطلوبات ..القدرة على الحوار الذي يبتعد عن العادية ..الحضور الوسيم الذي يجعلك متسمراً في الشاشة.