تقرير- الصيحة
حلم الوصول إلى أوروبا دفع بأعداد كبيرة من المهاجرين من دول وسط وشرق أفريقيا وبعض الدول الأخرى، لإتخاذ السودان محطة لهم، فمعظم المهاجرين يقصدون السودان كدولة عبور لتحقيق أحلامهم المتعلقة بالوصول إلى شواطئ أوروبا، وتمثل الطرق الصحراوية على الحدود المشتركة بين السودان وليبيا ومصر أحد أهم المعابر الرئيسية لعمليات الهجرة غير الشرعية.
لقد مثلت هذه الطرق خطراً كبيراً على السودان حيث أصبحت معبراً رئيسياً لكل عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات والعمليات غير المشروعة الأمر الذي أصبح عبئاً ثقيلاً على الحكومة السودانية وقواتها المشتركة خاصة الدعم السريع الذي يدخل في مواجهات أشبه بالانتحار للذود عن حدودنا وحدود الآخرين في ظل التقصير الدولي الواضح في القيام بواجبه رغم أنه المستفيد الأول من عمليات المكافحة.
عملية نوعية
تمكّنت قوات الدعم السريع “متحرك درع الصحراء” المنتشر على طول الصحراء الكبرى بين السودان ومصر وليبيا وتشاد، من إحباط محاولة تهريب كمية من الذخائر في الحدود مع دولة ليبيا كانت في طريقها إلى داخل السودان بجانب القبض على (2) فرد من عصابة تجارة الأسلحة والذخائر التي تنشط في الحدود بين البلدين.
وقال قائد ثاني قاعدة الشفرليت العسكرية المقدم عثمان أبكر في تصريحات صحفية، إنه فور وصول معلومات عن نشاط العصابات المهرِّبة في منطقة سيف البارلي على المثلث الحدودي، تحرّكت دورية لتمشيط المنطقة، وتمت مطاردة العصابات المتفلته على بعد (10) كيلومترات من المنطقة تمكّنت خلالها القوات من القبض على المهربين، كاشفاً عن ضبط (3638) طلقة مدفع رشاش (قرنوف) و(357) طلقة دوشكا معبأة في جوالات على متن عربة ماركة (Sequoia) يستغلها المهربون لتنفيذ نشاطهم الإجرامي.
وأكد المقدم عثمان استمرار قوات الدعم السريع في تأمين الحدود ومكافحة تهريب الأسلحة والإتجار بالبشر والجريمة العابرة للحدود، مضيفاً أنها حققت إنجازات كبيرة في كافة المحاور منذ إنشاء قاعدة الشفرليت العسكرية.
تجربة ناجحة
وأكد الخبير الاستراتيجي بمكافحة الإرهاب د. أحمد صباح الخير، أن التهريب أضر بالاقتصاد السوداني بكافة النواحي، حيث أصبحت الحدود السودانية معبراً لتجارة الأسلحة والمخدرات وتجارة البشر، وقال إن الامر يتطلب حراسة قوية للحدود.
وأشار الخير إلى أن الحدود الليبية تشكل خطراً كبيراً على السودان، وطالب المجتمع الدولي للقيام بدوره تجاه عمليات المكافحة، مشيراً إلى أن تجربة القوات المشتركة تجربة ناجحة يجب أن تطبق على كل الحدود، داعياً المجتمع الدولي لدعم تلك القوات لوجستياً لحماية الحدود.
ظلال سالبة
كما أن التوافد المستمر للمهاجرين بطريقة غير شرعية يلقي بظلال سالبة على الاقتصاد السوداني حتى وإن لم يستطع هؤلاء المهاجرون إكمال رحلتهم بسبب الرقابة المستمرة التي تقوم بها القوات المشتركة السودانية خاصة الدعم السريع على تلك الطرق والحدود، فإن آمالهم وأحلامهم تمنعهم من العودة إلى بلدانهم ويفضلون البقاء في السودان مما يترتب على ذلك تبعات اقتصادية واجتماعية وأمنية جراء الاستضافة الطويلة والتي تعد خصماً على المرافق والخدمات الأساسية التي تقدم للمواطن السوداني، ويبرز هنا دور قوات الدعم السريع في التصدي لهذه الظاهرة وذلك من خلال حماية وتأمين الحدود المترامية والشاسعة والعمل والتدابير السريعة لإحباط محاولات تهريب البشر عبر تلك المنافذ.
إحترافية عالية
وتعمل قوات الدعم السريع باحترافية عالية في تأمين الحدود، والقضاء على ظاهرة مكافحة التهريب والإتجار بالبشر نهائياً من خلال إحكام حلقات العمل بين الدوائر ذات الصلة داخل قواتنا وبالتنسيق مع القوات النظامية الأخرى واللجان المختصة بذلك.
تقصير دولي
ويرى مراقبون أن المجتمع الدولي لا يقوم بدوره بشكل كافٍ لمكافحة الظاهرة، خاصةً وأن الطرق محفوفة بالمخاطر، بجانب الإمكانيات المادية العالية جداً للمهربين وتجار البشر وامتلاك تلك المجموعات أسلحة ذات تقنية عالية تجعل من ملاحقتهم أمراً بمثابة الإنتحار.
وهذا يتطلّب من المجتمع الدولي القيام بدوره كاملاً في تمويل ملف مكافحة الإرهاب ومساعدة قوات الدعم السريع التي تتولى زمام هذا الأمر باحترافية دون أي تراجع، وقد أثبتت التجربة نجاح تلك القوات دون غيرها في التعامل مع تلك المجموعات وحسمها وحماية الحدود المختلفة دون الوضع للإعلانات التي تقوم بها تلك المجموعات، حيث لم تعُد معنية بحفظ الأمن للسودان فقط بل لكل حدود الدول بكبح جماح تلك الظاهرة.
تمركز كبير
وتعد حدود السودان الشرقية أكثر النقاط التي تنشط فيها تلك الظاهرة حيث تضم عدداً من المعسكرات التي تعتبر نقطة تمركز كبير لمعسكرات اللجوء من دول الجوار خاصة إثيوبيا وإريتريا، وأصبحت تلك المجموعات عبئاً إضافياً على الحكومة السودانية وخصماً على مواطنيها في الخدمات الأساسية.
واتهم مراقبون المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالملف، بالتقصير الواضح وعدم الاضطلاع بواجباتها تجاه هؤلاء اللاجئين.