النيل الأزرق.. المعالم الأثرية بالإقليم.. ضياعٌ وأهمال
فريد الأمين 18فبراير2022م
لعل الثورة الثقافية من الثورات المهمة لكل دولة , توجه لها الطاقات المادية البشرية, في اقليم النيل الازرق، هناك من الشباب انتظم في حراك ثقافي وعلمي وعملي . عدد كبير من خريجي الآثار بدول عربية واوروبية وعلى سبيل المثال لا الحصر الدكتور محمد فاروق المقيم ببريطانيا الأمين العام لرابطة الآثاريين السودانيين التي كانت نتاجا للثورة.
مواقع قديمة
لم تحظ اقليم النيل الازرق بدراسات منتظمة من الآثاريين , والذين وصلوا الاقليم من العلماء والمكتشفين، تم الكشف عن مواقع أثرية بمدينة الروصيرص حي سوبا الذي يرجع تاريخها الى العصر الحجري الحديث بالإقليم مواقع أثرية بالقرب من أبو حجار حيث وجدت آثار تشبة الآثار الكوشية في المناطق المتأثرة بتعلية خزان الروصيرص. فهذه المواقع عبارة عن «جبّانة» مدافن قديمة, حيث تمت حفريات بالموقع. ولعل التشابه في طريقة الدفن والعادات والتقاليد تشابه تلك المتبعة بالدفنيات الكوشية, على سبيل المثال القرابين الحيوانية التي وجدت مع المتوفي والجرار موزعة بين الرأس والوسط وارجل المتوفي. تلك العادة منذ الحضارة الكوشية والمروية. والآن تم توطين سكان منطقة كرمة بالمدينتين 1 و2 من مدن تعلية الروصيرص. وهنالك مواقع للعصور الحجرية بمنطقة ابو رماد وابو هشيم والديسة, والسريو, وبجاوي, وفرحانة, تلك المواقع تحتاج إلى كثير من الدراسات, والبحث, والمسح الاثري..
اكتشافاتٌ أثريةٌ
اكتشفت في مناطق الاقليم عدد من الاواني الفخارية نتيجة لجرف مياه الامطار لهذه المواقع. اضافة الى نشاط الاهالي بالمناطق (نقل التراب لبناء المنازل) , حيث ظهر الفخار والجرار, بهذه المواقع. وتم ابلاغ وزارة الثقافة والإعلام سابقاً الآن المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة بواسطة الاهالي عن الرسومات الصخرية التي كانت عبارة عن رسومات بالجبال والكهوف وتعتبر من اجود الرسومات الصخرية بإقليم السافنا الغنية.. كذلك وُجدت بجبال أقدي. هذه الموقع مهدد الآن بالزوال نتيجة للعوامل المناخية.. كذلك جبال الدالي والمزموم والقربيين, وقلي , بجانب ذلك وجود مواقع تحتاج إلى مسوحات أثرية بالإقليم , في مناطق اولو, وجبال الانقسنا, والكيلي, واداسي, وترناسي, وجبال الكرمك, لذلك لابد من اجراء المسوحات حتى لا تتعرض للزوال.. كذلك لا بد من تفعيل العمل الاثري بالاقليم. وتأهيل الكادر الاثري, والتسوير بوضع علامات لكل المواقع الأثرية والتاريخية, وضرورة إنشاء متحف للآثار, وجلب المقتنيات التي تم اكتشافها ابان اعمال تعلية خزان الروصيرص الموجودة الآن بالمتحف القومي.