تقرير: مريم ابشر 18فبراير2022م
تنعقد بمقر الاتحاد الاوروبي ببروكسل القمة الافريقية المشتركة, بحضور رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي والأوروبي. وتأتي القمة بعد اربع سنوات حيث عقد آخر مؤتمر قمّة مشتركة في آبيدجان بسبب جائحة كورونا . ولا شك في أن الجائحة كانت من بين الأسباب وراء تأخير الانعقاد جائحة كورونا التى خلقت بعدا استثنائياً فى كل العالم. و تجئ قمة بروكسل الافريقية في ظل غياب السودان قسرياً لاول مرة بسبب قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر التي اصدرها رئيس المجلس الانتقالي وجمد على اثرها الاتحاد الاوروبي والافريقي عضوية السودان.
أهداف للارتقاء:
وتهدف القمة لارساء أسس الشراكة بين القارتين الافريقية والاوروبية المتمثلة في تحقيق النمو، والازدهار المشترك والاستقرار والسلام والأمن وسيادة حكم القانون والحكم الرشيد وتحقيق المصالح المشتركة عبر جلب الاتحاد الأوروبي القدرات الاستثمارية العامّة والخاصّة، فضلاً عن نقل المعرفة في مجالات البنى التحتية والتكنولوجيا الخضراء، المهمة لمقابلة ظاهرة تغيُّر المناخ، خاصة وان القارة الافريقية تتمتع بالموارد الطبيعية ضخمة التركيبة السكانية الشابة, بجانب بحث طرق تحقيق السلام ومكافحة الارهاب و الجريمة و غيرها من القضايا و الملفات المهمة.
هدم البناء
يرى مراقبون انه امر مؤسف ان تتراجع علاقة السودان الخارجية بشكل مريع واصبح يفقد من وجوده بعد 30 سنة من العزلة الدولية, وهو ما عبر عنه المحلل والاكاديمى عبد الله آدم في سياق تعقيبه على حرمان السودان من المشاركة بالقمة الافريقية الأوروبية التى بدأت أمس بالعاصمة الاوروبية بروكسل معقل رئاسة الاتحاد الأوروبي. وقال خاطر لـ(الصيحة) واضح جداً ان العلاقات بين السودان والعالم سواء على المحيط الاقليمي او الدولي لا يمكن ان تنصلح إلا بإصلاح الداخل, سواء اصلاح سياسي او اصلاح سياسات الدولة عامة خاصة فيما يلي العودة للشفافية في بناء الدولة, و تحمل المسؤولية العامة و تبادل الآراء في جو معافى و بحسن نية, فضلاً عن احترام الآخر, و قال خاطر بخلاف ذلك تكون امامنا تلك الصعوبات مما يجعلنا دائما في المؤخرة ولاهثين خلف الآخرين.
سبب الغياب
تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي تسببت في حرمانه من كافة الانشطة المتعلقة بالاتحاد الافريقي و آلياته سواء داخل القارة او على المستوى الدولي, وعلى خلفية ذلك غاب السودان. وربما لأول مرة عن القمة السادسة التي تجمع زعماء القارتين الافريقية والأوروبية والى جانب السودان غاب عدد من الدول الأفريقية منها مالي ، غينيا وبوركينا فاسو التي تسببت حرمانها من المشاركة, كما حرمت قرارات الخامس والعشرين السودان من المشاركة فى قمة بروكسل بتجميد عضويته و هي مشاركة يراها الخبير الدبلوماسي السفير الصادق المقلي مهمة باعتباره يعد فاعلاً في منظومة دول الساحل الخاصة المعنية بمكافحة الإرهاب و التطرف, حيث قطع في التعاون و المساهمة في الحد من الهجرة غير الشرعية, و لعبت الدعم السريع دوراً مهماً . و اشار الى ان قرارات الخامس و العشرين من اكتوبر كانت عائقاً امام مشاركة مهمة للسودان . و قال ان قمة بروكسل تهدف الى شيئين هما صياغة مشروع جديد للاستقرار و الأمن, و الهدف الثاني هو التنمية و الشراكة بين دول القارتين, و قال ان القمة سبقتها قمة مصغرة للدول المشاركة في مشروع عملية (تابوكا) المعنية بمكافحة الارهاب على الساحل الغربي, رغم غياب بعض الدول عنها لذات أسباب غياب السودان, و لفت الى ان غياب السودان بسبب عدم دعوته من الاتحاد الأفريقي لتعليق عضويته مما حرمه من مشاركة كان يمكن ان يكون فاعلاً فيها بشكل كبير.