عبد الله مسار يكتب: حوار وعلم
18 فبراير 2022م
قال أحد المصلين للإمام أحمد بن حنبل كم عدد المصلين وذلك بعد أن امتلأ المسجد عن آخره.
فقال الإمام لا يتعدون أصابع اليدين، فقال الرجل للإمام بعصبية مفرطة أأنت أعمى رغم أن سؤاله هذا فيه سوء أدب وعدم تقدير لأهل العلم ورثة الأنبياء.
إلا أن الإمام أحمد أجابه بمنتهى الهدوء والثقة بالله قائلاً:
والله أخي الكريم الأعمى من يغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها الحمل الثقيل ومن توجه للقبلة وأدار ظهره للأيتام والفقراء.
الأعمى من سجد لله وتكبر على عباده.
الأعمى من كان في الصف الأول في المسجد ولكنه غاب عن صفوف الجياع.
الأعمى من امتنع عن قول الحق في موطن الناس أحوج فيه إلى كلمة الحق.
الأعمى من تصدق يوماً وهو قادر أن يتصدق دوماً.
الأعمى من صام عن الطعام ولَم يصم عن الحرام.
الأعمى من طاف بالبيت الحرام ونسي أن يطوف حول فقراء يموتون كل يوم من شدة الجوع.
الأعمى من رفع أكف الاحترام للناس لكنه رفعها على أبويه.
الأعمى من صلى وصام ثم غش في بيعه وشرائه.
الأعمى من قام بين يدي ربه وقلبه يحمل حقداً وكرهاً وبغضاً وحسداً واحتقاراً لإخوانه المسلمين.
الأعمى من يكسر خاطر الأرملة والمسكين واليتيم.
فليس كل من مصلي وصائم مبصر وهو أعمى القلب والبصيرة .
ألم تقرأوا قول الحق: (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا).
لبلاغة الرد وسماحة الراد ساد الصمت الجميع.
اللهم نوِّر بصائرنا قبل أعيننا حتى لا نحشر يوم القيامة عمياً.. اللهم زيِّنا بمكارم أخلاق نبيك العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وحقيقة العلماء ورثة الأنبياء
كما قال عز وجل (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).