الأمين إبراهيم العاقب يكتب : الإذاعة القومية (متحف الرواد)
17فبراير2022م
مقدمة:
هنالك عشرات الشرائط المُهمّة التي تُؤرِّخ وتوثق لعمالقة الإنشاء والتأسيس، الذين شيّدوا هذا الصرح الخالد بكدهم وجهدهم وعرقهم وتضحياتهم لإنشاء (الإذاعة والتلفزيون الحالية أم درمان)، التي يجني ثمارها السودان والعالم.
- كما أن هذه الشرائط احتوت على تسجيلات ومواد وبرامج أعدت وقدمت بأصوات الجيل الذي وضع اللبنات الأولى لهذه المؤسسة، كما أنها تعتبر مرجعاً أثرياً وأثيرياً ووطنياً وتاريخياً ومهنياً لحياة هؤلاء الرُّواد وخاصةً عند احتفالات الإذاعة السودانية بذكرى إنشائها وصوتها الجهور الذي انطلق قوياً منذ الفاتح من مايو أربعينات القرن الماضي ولم يتوقّف ساعة واحدة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم هذه الأشرطة ستبقى رمزاً وذكرى لتلك الحقبة مدى الأيام عرفاناً لصنيع ذلك الجيل وتوثيقا ًلتاريخ الإذاعة ولمراحل التأسيس، مع مراعاة تواضع الأجهزة والمُعدّات والمُعينات الفنية، مع الوضع في الاعتبار أنهم كانوا يعملون والبلد تحت وطأة الإدارة الأجنبية المستعمرة والمتسلطة والقابضة على كافة مفاصل الدولة، كمّمت الأفواه وصادرت الحريات وخنقت الأصوات.
- إن الأجواء كانت مشحونة بالتعنت والترقب والملاحقة والتعقب والاعتقالات والزج في السجون والفصل الجائر من الخدمة وتشريد الإدارات، تفادى الإعلام ودعاة الحرية والاستقلال والوطنيين وكل المناضلين في كافة المواقع والحِرف والمهن وبرغم ذلك واصلوا مسيرة النضال مستغلين كافة وسائل التعبير الثقافية والأدب والفنون والكلمة والحرف لتعبئة الجماهير والرأي العام وتأليب المواطنين ضد الطغاة الغاصبين الدخلاء المستعمرين.
- فالتحية لكل رُوّاد الإنشاء والتأسيس المديرين والمذيعين والمهندسين والخبراء والبرمجيين والفنيين والموظفين والعمال والمخرجين والكُتّاب الدراميين والشعراء وفناني الحقيبة، الفن الشعبي والرياضة والبرامج الدينية والفتوى وغيرها.
- مجلة الإذاعة هنا أم درمان؛ وأسرة التحرير المسرح القومي, معهد الموسيقى واتحاد الفنانين، ومحررو الصفحات الفنية وكل وما ذكرناه فقط للمثال وليس للحصر، ونعلم أن هناك العديد الذي فاتنا ذكره من الجهات التي ساهمت مع هذه الإذاعة في توعية الجماهير وحضها على النضال ضد الاستعمار والهتاف في وجه الطُغاة والظلم، بل ودفعت ضريبة العطية غالية لا تقدر بثمن.
- براً وعرفاناً وتخليداً لذكرى هؤلاء الرواد، ووفاءً وتقديراً لصنيع الوطني الخالد نقترح الآتي:-
- تحديد غرفة تضم صورهم ومقتنياتهم إن وجدت مع مداخل لسيرتهم الذاتية ومقتطفات العمل المتواضعة آنفة الذكر الراديوهات والمسجلات والأشرطة وبقية المقتنيات الأثرية والأثيرية المتاحة مع الاستعانة بأسرة الراحلين وذويهم ومعارفهم للاستفادة من إفاداتهم، الأحياء منهم البروفيسور علي شمو أمدّ الله في عمره ورفاقه لهم الود والتجلة.
- ونقترح أن تحول الغرفة إلى متحف دائم (متحف جيل الإنشاء والتأسيس) أو (متحف الرواد) يفتح أبوابه للجميع وخاصة طلاب المدارس والجامعات والإعلام والصحافة وكافة المعنيين بهذا الصرح العظيم والأدباء والشعراء والمبدعين وكل من له الصلة بهذا الصرح.
- يتم ذلك بالتنسيق مع إدارة الإذاعة، كما نقترح مد المتحف بالإذاعيين المعاصرين والأحياء من جيل الرواد للاستفادة من معلوماتهم ومعايشتهم اللصيقة بذلك الجيل اثراءً للمعلومات وربط حلقات الوصل بين الأجيال.
- ونقترح إجازة برمجة إذاعية تفاعلية ثابتة (الإذاعة وجيل الرواد) واستضافة الأحياء من جيل الرواد أو أسر الراحلين منهم ومعارفهم، لأن هؤلاء الرواد في كافة مجالات العطاء والإبداع ثروة قومية ومنارات على الطريق لطلاب المعرفة والإعلام والصحافة تستحق التعرف عليها والتوثيق لها والاقتداء بها في العمل الإعلامي والإبداعي المتجدد الذي ينضح بالنقاء والصدق والنزاهة.
- إنها محاولة لإيفاء الجهود والتضحيات وكفاح ذلك الجيل، وفي هذه السانحة لا يسعنا الا ان نرفع أكفنا بالدعاء لهم الأحياء منهم والأموات، والمجد والخلود لإدارة هذه الهيئة ما بقيت بارة ووفية لتضحيات وبصمات ذلكم الجيل وفقدان هذا ملمح لتصور لا تدعي أنه مكتمل الأركان ونرحب بالإضافة والرأي والرأي الآخر، لأن نصف رأيك عند اخيك، وهناك محاولات عشوائية وبدائية تمثل في عرض صور بعض الرواد والإداريين ومديري الإذاعة السابقين، وعرض لبعض الأجهزة والمعدات وهذا لا يرقى لعمل علمي مواكب جدير بهذا الأمر، اقتضى عهد العشوائية والارتجال.
- لقد سبق وأن تقدمت بهذا التصور لإدارة الإذاعة خلال العهد المباد، ولكن لم ير هذا التصور أي اهتمام وليس في الأمر عجبا، فإن الجحود بعض من الإنقاذ ومن منسوبيها ونعيد ونشره في عهد الحرية والسلام والعدالة، البر والوفاء لجيل التضحيات عهد التجرد وتمزيق صحائف الحقد والنكوص والأقل وأسوتنا متحف القوات المسلحة رمز الفداء.
- ومسك الختام نكرر ترحابنا بالرأي والرأي الآخر مدحاً كان أو ذماً وبالتصويت والإضافة بالنقد البناء، لأن من يتصدى للعمل العام له قدر من الأصدقاء والأعداء هذه شيمة هذه الحياة، دعوة خالصة للوطن ونسأل الله تعالى وحده القبول وحسن الثواب.
- ونتطلع أن يرعى هذا المشروع (متحف الرواد) بالنصح والإرشاد والرأي السديد والفكر النير معلم الأجيال والخبير الإعلامي الرائد في قبيلة الإعلام البروفيسور علي محمد شمو، ونحسب أنه يضع بهذا الصنيع، وهو كاتب مؤلف سفر (ذكرياتي مع الإذاعة).
وبالله التوفيق،