تحقيق: سراج الدين مصطفى 16فبراير2022م
مدخل مهم:
تلعب الأغنية دورًا مهمًا في استثارة فضول الطفل ورغبته في دراسة موضوع ما، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الغناء كوسيلة يعزز تعلم الأطفال في مرحلة الروضة.. وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة الفترة التكوينية الحاسمة من حياة الإنسان، ذلك لأنه يتم فيها وضع البذور الأولى للشخصية والتي يُكوِّن فيها الطفل فكرة واضحة وسليمة عن نفسه.. والواقع أن لفترة ما قبل المدرسة أهمية خاصة، إذ تشكّل من خلالها المفاهيم الأساسية للطفل التي يستطيع تطويرها أكثر وأكثر في المستقبل.
أساسيات التفكير:
الأستاذ طارق محمدين الباحث الفني والاجتماعي قال للحوش الوسيع: يتطور النمو اللغوي تطورًا سريعًا في هذه المرحلة، ولما كانت اللغة من ضروريات الاتصال، ومن أساسيات التفكير، فمن الضروري استغلال هذه الفرصة؛ ليتمكّن الطفل من اكتساب قدر كبير من الكلمات والتعابير والمفاهيم التي تنمي مخزونه. وتكون فترة التركيز للطفل ما قبل المدرسة قصيرة، ولذا يجب العمل على استثارته وتشويقه باستخدام مُثيرات، ونشاطات تشد انتباهه، وتجذبه للمُتابعة، وتساعده على التركيز.. وفي هذه المرحلة يكون النمو العقلي في منتهى السرعة خلال سنوات تمتد حتى آخر سنوات ما قبل المدرسة.
وأكدت الدراسات التي قام بها بعض الباحثين والمهتمين أن نسبة كبيرة من النمو العقلي للطفل تتم حتى العام الرابع من العمر. وهي الفترة الحرجة التي يتم فيها شحذ حواس الطفل التي تعتبر أبواب ومداخل المعرفة والفترة المثلى لتعلم واكتساب المهارات المُختلفة، الحسية والاجتماعية والمعرفية.
ما قبل الجماعة:
عرفت سنوات ما قبل المدرسة “بعمر اللعب”، هكذا ابتدر الموسيقار الشاب محمد ضرار إفادته لنا وأضاف: إذ يمضي الأطفال الوقت الأكبر من يومهم مشغولين في اللعب، وعرفت بعمر “ما قبل الجماعة، أي الفترة التي يبدأ بها الطفل اكتساب أساليب التفاعُل والتعامُل والاحتكاك الاجتماعي”، وعرفت “بعمر الاستكشاف”، فيتعرف على طبيعة بيئته، وتنظيمها ودوره فيها، ومكانه بين أفرادها.. فمما سبق ذكره نرى أنفسنا أمام مهمة تساعد على تحقيق نمو متكامل سليم جسديًا، نفسيًا، اجتماعيًا، انفعاليًا، حركيًا وحسيًا. ويجب على البرامج الموجهة لأطفال ما قبل المدرسة أن تحقق تكامل هذا النمو بإعداد برنامج متكامل وإغناء اليوم التربوي بنشاطات عدة من ضمنها ولا تقل أهمية عن موضوعات كاللغة والحساب والموسيقى.
الموسيقى هي لغة عالمية:
وأكد ضرورة على أن الموسيقى هي لغة عالمية، وهي تحمل ثقافة وتراث الشعوب، الأمر الذي يجعل للموسيقى رابطًا قويًا بمناهج التعليم، حيث إن التربية تهدف أساسًا إلى نقل الثقافة والتُّراث للأجيال الناشئة وإلى تهيئة الطفل للتكامل الفاعل في مُحيطه الاجتماعي.. بما أننا ننظر إلى البُعد التربوي للأغنية يجب ألا يغيب عن ذهننا أنّ المبادئ العامة للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة تجمع المواد الدراسية كلها بالأهمية نفسها، كما أننا نعمل في هذه المرحلة على تنمية طاقات الطفل ومهاراته الجسدية، الاجتماعية، العاطفية والذهنية، وذلك من أجل تكوين شخصية متوازنة.
حاجات الطفل:
وقال الباحث طارق محمدين: تتضمن برامج التعليم نشاطات متنوعة تسعى إلى تلبية حاجات الطفل وتنمية ثقته بنفسه، وتشمل من ضمن ما تشمل الفنون، اللعب، التمثيل والنشاطات الموسيقية على أنواعها من إيقاع، حركة، رقص وغناء، هذا بالإضافة إلى تنمية مختلف المهارات الأساسية لتعلم اللغة قراءةً وكتابةً، العلوم الحيّة، الرياضيات والعلوم الاجتماعية، يتعلّم الطفل ذلك كله في جوٍّ مُمتع وشَيِّق، يندمج فهي، فيكتسب المعرفة مُباشرةً من حياته الحسية.
استثارة فضول الطفل:
الغناء هو من أهم الأنشطة التي تحدثنا عنها مسبقًا، إنه نشاطٌ ينغمس فيه الطفل بكل حواسه بشكل عفوي وتلقائي، وينطلق بحرية للتعبير عن مشاعره؛ مما يؤدي إلى إحساسه براحة داخلية عميقة، إضافةً إلى ذلك تلعب الأغنية دورًا مهمًا في استثارة فضول الطفل ورغبته في دراسة موضوع ما، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أنّ الغناء كوسيلة يُعزِّز تعلم الأطفال في مرحلة الروضة، حيث إنّ الأغنية تنبع من صلب المحاور التعليمية، وتُساعد على تركيز المفاهيم في ذهن الطفل من خلال التكرار