فكي في الخرطوم.. الاتحاد الأفريقي.. “تجميد العضوية” يتداعى
تقرير: مريم أبشر. 13 فبراير 2022م
تحركات وتغيير في التعاطي مع الأوضاع في السودان بدأت تأخذ نمطاً مغايراً من قبل الاتحاد الافريقي وآلياته تجاه السودان وتطورات الاوضاع المتسارعة فيه. وتأتي الخطوة أيضاً متزامنة مع حراك دبلوماسي ابتدرته وزارة الخارجية بغرض إعادة إحياء دور السودان الأفريقي, والعمل على فك تجميد عُضويته كرئيس لمنظمة الإيقاد في دورتها الحالية, وذلك منذ تقديم رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لاستقالته الأولى.
ومن المعلوم ان تجميد التواجد السوداني في الفعاليات الأفريقية الرسمية وآخرها قمة أديس ابابا الاخيرة, يأتي بسبب تجميد عضوية الاتحاد الأفريقي لعضوية السودان عقب إجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر العام الماضي والتي اطاحت بالحكومة الانتقالية التي يرأسها الدكتور عبد الله حمدوك.
غيابٌ قسريٌّ
ولأول مرة منذ تأسيس منظمة الوحدة الافريقية التي شارك السودان ضمن الآباء المؤسسين بوضع لبناتها الأولى, يغيب عن قمة رسمية كما اشار بذلك بعض المراقبين. وبعد مضي اكثر من اربعة اشهر على إجراءات اكتوبر, بدأت الخارجية الافريقية عبر مؤسساتها تتحرك للعب دور يسهم في إيجاد تسوية للازمة السياسية السودانية, بعد ان وصلت لطريق مسدود والبلاد لمفترق طرق, وذلك عبر الانخراط في المبادرة والحراك الأممي الذي يقوم به حالياً مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس.
فكي بالخرطوم
ولدور أكثر جدية على أرض الواقع, فقد استقبلت الخرطوم موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في زيارة رسمية ليومين الغرض منها اجراء اتصالات و مشاورات مع القوى السياسية والحكومة القائمة ، فضلاً عن المشاركة في الاحتفال بالتوقيع على وثائق السلطة الانتقالية.
الفرصة الأخيرة
وجود رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالخرطوم ومشاركته التوقيع على وثيقة الانتقال التي تأتي على خلفية الرؤى والتحرك الذي اجراه ممثل الأمين العام للامم المتحدة فولكر، اعتبرها متابعون بأنها مهمة للغاية وذلك بحسبان ان وجود الاتحاد الأفريقي كطرف رئيسي ضمن الضامنين لاية تسوية سياسية للأزمة, يُعد من الاهمية بمكانٍ.
ويرى السفير والخبير الدبلوماسي جمال محمد إبراهيم لـ(الصيحة) ان وجود الاتحاد الافريقي وبعض الضامنين من المجتمع الدولي مهم للغاية خاصة ان الخطوة تعد فرصة أخيرة لإيجاد تسوية ومخرج للازمة المستفحلة, وقال ان الحوار يجب ان يكون على وثيقة تحمل كل المشتركات وتتجاوز كل أخطاء الوثيقة الدستورية التي نصت على تقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين, وقال: الى الآن هنالك توجه عام داخلي وخارجي لحل ازمة البلاد.
البحث عن مَخرج
وجود الاتحاد الافريقي للمرة الثانية في المشهد السياسي السوداني لحل الازمة، ليس جديداً, بل ظل قاسما مشتركا ومرحبا به من قبل الأطراف السودانية مدنية وعسكرية، وان الفريق البرهان رئيس المجلس السيادي في احد لقاءاته بممثل الامين العام للامم المتحدة فولكر, طلب بأن يكون الاتحاد الافريقي طرفاً في الوساطة, خاصة وانه اسهم بدرجة كبيرة في التقريب بين الفرقاء بعد سقوط نظام الإنقاذ والوصول بهم للتوقيع على الوثيقة الدستورية التي شكلت الأساس الشرعي لحكومة ما قبل الخامس والعشرين من أكتوبر.
تسرُّب الأعضاء
حالياً تسود القارة الافريقية, موجة من التغييرات السياسية في بعض بلدان الدول الأعضاء, وجمّدت المفوضية عضوية عدد من تلك الدول التي اعتبرت ما حدث فيها من تغيير انقلاباً, وهو امر مرفوض في المبادئ والاسس الخاصة بالاتحاد الافريقي.
ويرى السفير والخبير الدبلوماسي عبد الرحمن ضرار أن الاتحاد الافريقي ربما بدا ينتابه شعور بأن بساط دول الأعضاء بدأ ينسحب من تحت رجليه, حيث ان هنالك حوالي ست دول حدثت فبها انقلابات بجانب عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه ليبيا وإثيوبيا, ويعتقد ضرار في حديثه لـ(الصيحة) ان ما يحدث في السودان رغم التعقيدات أخف ضرراً من دول أخرى ولهذا رأي الاتحاد الأفريقي أهمية الإسهام في احتواء الأزمة ، فضلاً عن ان السودان يُعد من الدول المهمة في الاتحاد الافريقي, فهو دولة محورية وتتمتع بموقع استراتيجي مهم ومؤثر في منطقة القرن الافريقي على وجه الخصوص, بجانب ذلك يرى ضرار ان السودان بالمقابل, كثيراً ما استفاد من وجوده ضمن آليات الاتحاد الافريقي في المؤسسات الدولية, واستشهد على ذلك بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف, وقال في مرات عديدة يعمل السودان على تمرير مشاريعه ورؤيته للمجلس عبر المجموعة الأفريقية والتي وصفها بأنها قوية ومتماسكة خلافاً للمجموعات الأخرى بما في ذلك العربية والآسيوية, ولذلك يرى أنّ دخول الاتحاد الأفريقي كطرف فى حل الأزمة مُهمٌ، كما أنّ فك تجميد عضويته أكثر أهمية.