12فبراير2022م
قضية مشاركة السلفيين في العمل السياسي ببلادنا في الفترة القادمة شغلت العلماء والدعاة وطلبة العلم في الساحة والمنابر العلمية، وظل السؤال الذي يطرح نفسه لدى كثير من الناس مشاركة بعض علماء السنة والدعاة في المعترك السياسي في الفترة القادمة واجب اذا اقتضته الضرورة أو يعتبر من باب الأخذ بأسباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أم انحراف عن المنهج السلفي، وهل يمكن المشاركة السياسية تساهم في حل الأزمة السياسية في بلادنا او تقليلها؟ وهل ترشيح بعض علماء السنة في انتخابات رئاسة الجمهورية أو البرلمان يتوقع فوزهم؟ شرع عدد من الاخوة الأفاضل في تأسيس حزب سياسي في الأيام المقبلة وبدأت الإجراءات والخطوات الأولية بتسجيل الأسماء.
أقول وبالله التوفيق.
من أعظم واجبات العلماء والدعاة الى الله إصلاح المجتمع، وخصوصاً الناس في هذا الزمان حاجتهم ماسة للقدوات والمثل الأعلى بعد ما فقد الناس الثقة في بعض الإسلاميين السياسيين في النظام البائد.. أقيمت ندوة كبرى بأم درمان الثورة ، تحدّث فيها عدد من المشايخ الفضلاء حول هذا الموضوع، على رأسهم الشيخ مصطفى إبراهيم صاحب الفكرة، الذي افتتح بالحديث الذي رواه الإمام البخاري من حديث النعمان بن بشير قال صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ القَائِم في حُدُود الله والوَاقِعِ فيها كمَثَل قَوم اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَة فصارَ بعضُهم أَعلاهَا وبعضُهم أسفَلَها، وكان الذين في أسفَلِها إِذَا اسْتَقَوا مِنَ الماءِ مَرُّوا على من فَوقهِم، فَقَالُوا: لَو أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَم نُؤذِ مَنْ فَوقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُم وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيدِيهِم نَجَوا وَنَجَوا جَمِيعاً). انتهى، ثم بين جملة مقاصد الحديث تتلخص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال السفينة تعتبر بلادنا السودان والذي على متنها نحن البشر. منا العلماء والدعاة وعامة الناس من العصاة اذا أخذنا بأيدي المنحرفين نجونا جميعاً وإذا سكتنا هلكنا جميعاً. ثم بين مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال أعلى مراتب الأمر بالمعروف التغير باليد وهذا لا يكون إلا للسلطان أو الإمام ولن تنال الامامة إلا بالوسائل العصرية مهما اختلفنا معها أصبحت ضرورة عصرية وهي المشاركة السياسية بتسجيل حزب والخوض في الانتخابات، والآن أمامنا فرصة تأسيس حزب، وذكر كلاما نفيسا لأهل العلم وضرب أروع الأمثال لا تتسع لها هذه المساحة ولكن ينشر لاحقاً إن شاء الله.
ثم تحدث الشيخ عمر الكنزي عن أهمية الأمر بالمعروف والمشاركة مع القوى السياسية في البلاد لإخراج السودان من هذا الدرك السحيق، وذكر كلام أهل العلم قياساً مع واقع بلادنا والمشاركة في الهَمّ العام أصبحت ضرورة قصوى، ثم استدل ببعض الآثار وكلام التابعين وأقوال العلماء كشيخ الإسلام بن تيمية وبن القيم الجوزيه.. بالفعل كان كلامه موفقاً.. نسأل الله القبول.
ثم ختم الندوة الشيخ محمد أحمد سرور بتأصيلاته المتقنة وذكر فتاوى علماء العالم الإسلامي المعاصرة وفتاوى اللجنة الدائمة كفتوى الشيخ صالح بن عثيمين.. وذكر الفوائد المترتبة في المشاركة السياسية خصوصاً في الازمة السياسية التي أحدثت فراغاً شاسعاً والفتن التي يمر بها السودان.