صحة كسلا لـ(الصيحة): انتشار الحمى النزفية يتطلب برنامج تتبناه الدولة لمكافحة الناقل
كسلا– محمد البشاري
قال مدير عام وزارة الصحة بولاية كسلا د. علي آدم، إنهم يواجهون حالياً نوعين من الأمراض الوبائية وهما الحميات النزفية وفيروس (كورونا)، وأكد أن الحميات النزفية أصبحت تأتي بشكل دوري عقب فصل الخريف والذي ينشط فيه الناقل وهي باعوضة (الأيديس).
نظام هش
وشدد آدم في مقابلة مع (الصيحة)، على أن مكافحة الناقل (الأيديس) تحتاج إلى برنامج تتبناه الدولة على غرار برامج مكافحة الملاريا والإيدز، وأضاف “لانو لي قدام احتمال تجي حميات نزفية أسوأ من الموجودة حالياً”، وأقر بأن الأمراض الوبائية بكسلا جاءت على نظام صحي متهالك، وأكد أن النظام الصحي الهش جعل الوضع تصعب السيطرة عليه من الولاية لوحدها، وقال “لدينا إدارة للوبائيات أو الطوارئ وإدارة مكافحة الناقل بالإضافة للمنظمات والشركاء ونقوم بعمل خطط قبل حدوث الوباء، وعندما يأتي دور التنفيذ تحدث إشكالات”، وأضاف “نشكر الجهات الذين يساهمون معنا وهم كثيرون والولاية بتشيل شيلتها لكن العبء الأكبر يفترض أن تقوم به وزارة الصحة الاتحادية ووزارة المالية ويفترض أن تكون هنالك ميزانيات مخصصة لهذه الخطط لكننا لا نجد تمويلاً كافياً لتنفيذ الخطة”، وأردف “ما بنقول هذه الجهات مقصرِّة لكن ما بالمستوى المطلوب، والخطة لو نقصت أي شيء هذا يعني أنك لم تحقق الهدف المطلوب”.
تفشي الحميات
وكشف مدير عام الصحة بكسلا، عن توفير جهاز لتأكيد حالات الاشتباه بالولاية، وقال إن حمى الضنك والنزفية شيء واحد، وأكد أن الملاريا تعتبر أكثر خطورة من الحمى النزفية، مشيراً إلى أن نسبة وفيات الملاريا أعلى من الحمى النزفية، وأقر بتفشي الحميات النزفية بالولاية، وعزا الانتشار إلى أن المرض يمكن أن يصيب مجموعة كبيرة في وقت واحد إذا كانوا يتواجدون في مكان واحد إذا لدغتهم البعوضة الناقلة للحميات النزفية، وشدد على أهمية مكافحة الناقل للقضاء على المرض، وأكد خلو الولاية من حمى الوادي المتصدع والشيكونغونيا حالياً.
وفيما يتعلق بجائحة (كورونا) في ولاية كسلا أكد آدم أن الوضع يمضي نحو الانحسار، مشيراً إلى وجود مراكز للعزل في كسلا وحلفا، وشدّد على أن مكافحة جائحة (كورونا) تتم بالتطعيم، وكشف عن حملة تطعيم تم تنفيذها بالولاية، مشيراً إلى وجود استقرار في الأوكسجين.
إشكاليات المستشفيات
في سياق آخر، أقر بإشكاليات تواجه مستشفيات الولاية، مشيراً إلى أن كافة المستشفيات الريفية بالولاية تعاني من إشكالية عدم وجود الكوادر الطبية الأطباء العموميين والاختصاصيين، وقال “هؤلاء يحتاجون إلى تحسين بيئة العمل ومرتبات مجزية لاستبقاء الكوادر الطبية وهذه هي النقطة الرئيسية في كل المستشفيات وحل المشكلة يتمثل في تحسين الأوضاع”، وأشار إلى أن الإشكال الثاني هو إشكال موارد، منوهاً إلى أن مستشفى كسلا لديه مشكلة إيرادات وإيراداته لا تغطي الحوجة وعلى رأسها الكوادر الأمر الذي يتطلب وجود إيرادات إضافية، وكشف عن الشروع في عمل مواعين إيرادية، وأقر بأن الضغط على مستشفى كسلا عالٍ لأن هنالك أكثر من (2) مليون من جميع أنحاء الولاية يتلقون الخدمة في المستشفى، مؤكداً أن توفير طبيبين لكل مستشفى ريفي سيقلل الضغط على مستشفى كسلا، وقال إن الحل في رأيه أن يتم تقسيم مستشفى كسلا إلى مستشفيات وكذلك مستشفى حلفا، ويتم تقسيمها إلى مستشفى الطوارئ لوحده، ومستشفى الأطفال، مستشفى الأنف والأذن والحنجرة، والجلدية، مؤكداً أن المشروع يحتاج إلى تمويل.
وأشار آدم إلى أنهم ينظرون بإيجابية للمستشفيات الخاصة والمراكز الخاصة بالولاية لأنهم يقدمون خدمة لم تقدمها الوزارة، مشيراً إلى أن المستشفيات والمراكز الخاصة تحتاج فقط لقوانين ولوائح تنظم عملها.
وكشف مدير الصحة بكسلا، عن شروعهم في زيادة عدد الكوادر الطبية وقامت الولاية بالتعاقد مع الأطباء، لكنه أشار إلى أن التعاقد ليس بالشيء المجزي.
وبشأن قضية الاعتداء على الكوادر الطبية، شدد آدم على ضرورة تفعيل القانون الذي صدر خلال الفترة الماضية والذي يعنى بحماية الكوادر الطبية.