سراج الدين مصطفى يكتب : نقر الأصابع ..
11فبراير2022م
على طريقة الرسم بالكلمات!!
(1)
صحيح أن فرقة عقد الجلاد لحنياً لم تتأثر بذهاب عثمان النو .. وهذه حقيقة يجب أن لا نقفز فوقها لأن الفرقة أنتجت أغانٍ جديدة ذات مواصفات عالية الجودة .. وهذا بالطبع لا يلغي دور الرجل الفاعل والكبير في تشكيل الملامح الأساسية للفرقة من حيث التأليف الموسيقي للاغنيات.. لأن كل الذين قدموا الحانا للفرقة مشوا على ذات النسق وإن اختلفت الأمزجة وطريقة التفكير في وضع الألحان .. لأن لكل شيخ طريقة.
ذهاب عثمان النو عن الفرقة ساهم في تفجير المواهب اللحنية لبعض الشباب أمثال شمت محمد نور (قبل الانفصال) وشريف شرحبيل .. ومع انهم أصحاب إسهامات واضحة في مسيرة الفرقة ولكنهم وجدوا الطريق لتقديم الألحان بنوع من الكثافة .. مع أن هذا المنحى قد يجعل الفرقة أسيرة لطريقة لحنية واحدة لأن شمت محمد نور أصبح صوته اللحني طاغياً في تلك الفترة.
قدمت الفرقة في الفترة الأخيرة العديد من الأغنيات الجديدة ولعلها أنتجت في العام الفائت تسع من الأغنيات الجديدة .. وهو عدد كبير جداً وهذا يوحي بأن الفرقة تعيش صراعاً نفسياً لتأكيد ثمة حقائق بعض الذين يتناولون مسيرة الفرقة وادعاء أنهم سيكونوا وقوفاً في محطة عثمان النو .. لذلك اتجهت الفرقة للإنتاج (الكمي) وليس (النوعي).
الاهتمام بإنتاج (الكم) أفقد الفرقة (الحصافة) اللحنية والدخول في التكرار والتشابُه في بعض الأغنيات .. وأقرب مثال لذلك أغنية (كلم الزهرة) التي كتبها الشاعر (عاطف خيري) .. وهذه الأغنية تشبه الكثير من الأغنيات التي تغنّت بها الفرقة من قبل مثل (باب السنط) .. ورغم اختلاف المفردات ولكن اللحن والايقاع متشابهان.
أتمنى أن تراجع الفرقة ذلك الأمر حتى لا تطالها الاتهامات مجدداً!!
(2)
برعي محمد دفع الله.. اسم كبير وفنان ملتزم له وزنه ومكانته العالية، لعب دوراً عظيماً في تطوير وتأسيس واستنباط ملامح المقطوعة الموسيقية وطور قالب القصيدة وأمسك بيد جيل كامل من المطربين أمثال: عبد العزيز محمد داؤود، سيد خليفة، عثمان الشفيع، عبد الدافع عثمان، محمد الحويج وغيرهم.
تميزت شخصيته الفنية بتدفق العاطفة الرقيقة وأفكاره الموسيقية سبقت عصره.. كان يسعى دائماً الى احترام فكر المستمع من حيث قيمة العمل ومضمونه.. لا يحب أن يقدم عملاً لا يضيف الى رصيده الفني لأنه وعلى مستوى سنوات طويلة قدم أكثر من 350 عملاً غنائياً وموسيقياً كلها وبدون استثناء تركت بصماتها على وجدان الجماهير وما زالت تعيش بيننا الآن.
قال عنه البروفيسور الفاتح الطاهر “أحببته واحترمته وصادقته واستمع دائماً إلى نصائحه واعتبره في الأساس رمزاً لي.. يعجبني فيه كبرياؤه الفني الشخصي وهما نابعان بلا جدال من كبريائه الاسري .. فقد عاش حياة متوازنة وناجحة بين الفن وحياته الخاصة كزوج وأب يعرف قدر نفسه ويدرك تماماً أين ومتى يتكلم وأين يصمت وهو فنان يصون بوعي واحترام تاريخه واخلاقه وفنه ويسطر بوعي على دفه مسيرته”.
(3)
لا أدري متى ستفهم جميع القوات النظامية أن مهمتها الأساسية هي حفظ الأمن وحفظ حق الإنسان في الحياة بأن يعيش حياة بلا قهر أو ضرب أو إهانة لقيمته كإنسان كرّمه رب العالمين، تلك المفاهيم يجب أن تنزل لأرض الواقع وتصبح ديدناً لجميع القوات النظامية ويجب عليها أن تتفهّم أن ما تقوم به حالياً لا ينتمي للإنسانية مطلقاً، وحينما ينادي مسؤول شرطي بضرورة الحصانة لمنسوبي الشرطة، فذلك يعني أن الرجل يبحث عن تشريع أو قانون يخول له قتل الناس بلا مُحاسبة أو عقاب، وأعتقد أنّ هذه مفاهيم مُتأخِّرة جداً ويجب أن تتغيّر في زمن الثورة، لأنّ قتل الناس أو ضربهم ليس مُضمّناً في قوانين الشرطة.. وبالطبع هذه مؤشرات خطيرة تؤكد بأننا نرجع خطوات للوراء فيما يخص العقيدة الشرطية.