كلام في الفن .. كلام في الفن
أبو عركي الإنسان:
لأبو عركي رؤيته وفلسفته التي نقدرها ونحترمها مع اختلافنا معه في تلك الرؤية .. ولكن يظل أبو عركي فنان وإنسان على قدر عال من الاختلاف عن الآخرين .. ولعلي أشهد له بأنه (إنسان) كامل الدسم من خلال معايشتي له .. فهو واحدٌ من قلائل تحب أن تلتقيهم وتسعد بالجلوس معه .. عكس الكثيرين الذين زيّنهم لنا الإعلام وأصابتنا صَدمةٌ كُبرى من خلال معايشتهم. وأبو عركي احترم نفسه وتجربته.. ولعل (غيابه) عن المشهد الغنائي أفضل بكثير من (حضور) البعض.
العاقب محمد حسن:
الموسيقار الراحل العاقب محمد حسن كان ملحناً من المقام الرفيع لا سيما وهو المسنود بقاعدة أكاديمية تحققت له إبان دراسته للموسيقى في معهد الموسيقى الشرقية بجمهورية مصر.. كان العاقب فنانا صاحب تجربة مختلفة عن حال السائد وعرف باختياراته الرصينة والدقيقة فهو لا يغني “اي كلام” ولا يلحنه كذلك.. لذلك ظلت أغنياته خالدة وحاضرة في وجداننا الجمعي.
مصطفى سيد أحمد:
اعتبر نفسي واحدا من أكثر الذين يستعمون للراحل الرائع مصطفى سيد أحمد.. وحبي لتجربة مصطفى الغنائية نابعٌ من كونها تجربة غنائية حقيقة تمثلت فيها الكثير من القيم الإبداعية والإنسانية وفوق كل ذلك هي تجربة شعورية اتسمت بالكثير من العقلانية والواقعية.. لهذا لا استمع له من باب (الفشخرة) كما يفعل بعض المثقفاتية الذين طمسوا شكل تجربته وجعلوها بلا هوية أو طعم.
القلع عبد الحفيظ:
القلع عبد الحفيظ أو النسخة الأخرى من كمال ترباس .. فنان ينحصر تاريخه الفني في أغنية واحدة هي (عناقيد العنب) وبعدها لا نعرف له أغنية واحدة.. وفي ظل هذا الفراغ من القيمة الفنية الحقيقية، ظل القلع يظهر في الصحف فقط مثله والفنان جلال الصحافة.. نشاهدهما عن طريق تصريحاتهما ولكن لا وجود فعلي لهما.
عثمان النو والتجديد:
الشئ الذي لا يمكن أن نختلف عليه أن فرقة (راي) يمكنها أن تشكل إضافة واقعية بعيداً عن اجترار القديم.. وأعني هنا الأغنيات التي صاغها عثمان لحنياً لعقد الجلاد.. وليته يبتعد عنها ويقدم أغنيات جديدة تشبه تاريخ عثمان النو مع التلحين.. فهو لو أعاد ترديد تلك الأغاني سيكون ذلك عبارة عن اجترار وإعادة إنتاج للأفكار الموسيقية القديمة.. صدِّقني بتقدر يا نو يا فنان!!